ربع الإسبان يتوقعون حرباً.. هل يخاف الشارع الإسباني من المغرب القوي أكثر من روسيا؟

طائرة حربية وعلمي المغرب وإسبانيا مختارات طائرة حربية وعلمي المغرب وإسبانيا

Un sondage du CIS révèle une inquiétude en Espagne : 25% des Espagnols anticipent une guerre avec le Maroc. Après la Russie, le Maroc est perçu comme l'adversaire le plus probable. Les préoccupations incluent l'immigration, le Sahara et les enclaves de Ceuta et Melilla. Cette "phobie du Maroc fort" est alimentée par l'histoire coloniale et les discours politiques, malgré des relations diplomatiques qualifiées d'excellentes.

في مفارقة صارخة لا تتناسب مع دفء العلاقات الدبلوماسية المعلن، يكشف تقرير حديث صادر عن المركز الإسباني للبحوث الاجتماعية (CIS) عن حالة من التوجس العميق داخل المجتمع الإسباني. ففي الوقت الذي تصف فيه الرباط ومدريد علاقاتهما بأنها “ممتازة”، يعترف التقرير بأن واحدًا من كل أربعة إسبان يتوقع اندلاع حرب مع المغرب خلال السنوات المقبلة.

هذا التوقع الجيوسياسي يضع المغرب في مرتبة ثانية كأكثر الخصوم ترجيحاً لدخول إسبانيا في صراع دولي، حيث تظهر الأرقام أن 66,2% من الإسبان فكروا في دخول بلادهم صراعًا دوليًا، واعتبر 42,2% المغرب الخصم الأكثر ترجيحًا بعد روسيا. كما جاءت الولايات المتحدة بنسبة 30,2% ثم الصين وإسرائيل، بينما غابت الجزائر عن لائحة التهديدات رغم أزماتها المتواصلة.

هذه المخاوف لا تأتي من فراغ، بل تتغذى على مزاج عام متشائم يسود إسبانيا، حيث يرى 68% أن العالم يسير نحو الأسوأ، وتتصدر قضايا الحروب والصراعات المسلحة قائمة اهتماماتهم ومخاوفهم. وترتبط هذه التصورات بقضايا شائكة ومستمرة مثل الهجرة غير النظامية في سبتة المحتلة وجزر الكناري، واستمرار حساسية ملف الصحراء المغربية، وملفات الحدود في سبتة ومليلية المحتلتين. كل ذلك يساهم في تدني مستوى التعاطف الشعبي مع المملكة، وفقاً لمؤشرات إسبانية أخرى.

فوبيا القوة الصاعدة وإرث التاريخ

في المملكة، يُنظر إلى هذه الأرقام على أنها انعكاس لـ “فوبيا المغرب القوي” وإرث التاريخ الاستعماري، أكثر من كونها تهديداً حقيقياً أو نية مغربية مبيتة. التحليلات المغربية تؤكد وجود فجوة واضحة بين التقارب الدبلوماسي الذي كرس خطوة إسبانيا الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، وبين التحريض الإعلامي والسياسي الإسباني الذي تتبناه بعض الأحزاب اليمينية، والذي يسعى لتغذية هذه الهواجس الشعبية عبر “شحن” الرأي العام بالخوف من الجار الجنوبي.

إن التحديث العسكري المستمر للمملكة، والذي تراه الرباط مسألة توازن إقليمي لا استهداف لإسبانيا، يُقابل في مدريد بتوجس من ظهور “ند حقيقي” في غرب المتوسط. هذا القلق يتمركز بشكل أساسي حول مصير ملفات السيادة؛ فكلما ازداد ثقل المغرب السياسي في ملفات مصيرية كالصحراء، كلما زاد التخوف الإسباني من أن تتوجه الأنظار المغربية لاحقاً وبشكل حازم نحو استعادة الأراضي المحتلة في سبتة ومليلية.

بناءً عليه، يكشف استطلاع CIS عن حقيقة مزدوجة: علاقات رسمية ممتازة تحاول تجاوز التاريخ، في مواجهة مزاج شعبي إسباني قلق أسير لتاريخ الصراعات الاستعمارية وتغذيه خطابات سياسية وإعلامية تحذيرية.

هذا التباين يؤكد أن الجوار المغربي ليس مجرد ملف دبلوماسي، بل هو بؤرة للتوترات النفسية والاجتماعية التي ستظل في صلب النقاش السياسي الإسباني، مما يضاعف من أهمية الدبلوماسية المغربية الموجهة للرأي العام الإسباني لترسيخ الثقة وتفكيك هذه المخاوف.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً