تندوف تودع الوهم: الضربة المزدوجة التي شلّت البوليساريو وأسقطت ورقة الجزائر الأخيرة!

زعيم البوليساريو والرئيس الجزائري آراء زعيم البوليساريو والرئيس الجزائري

لم تكن الدبلوماسية المغربية مؤخرًا مجرد “تحرُّك”، بل وجهت ضربة مزدوجة وموجعة ل”البوليساريو الجزائر” معا، حيث حسمت الكثير من الغموض الذي طال أمد نزاع الصحراء المغربية، لتعلن عن نهاية حقبة وبداية أخرى أكثر حزمًا ووضوحًا.

ويدرك القارئ المغربي والمتابع للنزاع تماماً أن ما حدث في الأيام الأخيرة هو أكثر من مجرد قرارات عادية؛ إنه انهيار للسقف السياسي الذي كانت تحتمي به جبهة “البوليساريو” وعرابتها الجزائر.

إن قرار مجلس الأمن الأخير في 31 أكتوبر تحت رقم 2797، لم يكن مجرد تجديد سنوي اعتيادي، بل رسّخ بشكل لا لبس فيه أن الحكم الذاتي تحت السيادةالمغربية هو الحل الواقعي والوحيد للنزاع. هذا التثبيت الأممي يمثل اعترافاً عالمياً بوجاهة الرؤية المغربية، ويُسقط بشكل مباشر كل الأطروحات الأخرى التي تفتقر للواقعية والجدوى. لقد أصبح مشروع الحكم الذاتي ليس مجرد “خيار” يطرحه المغرب، بل هو المسار الوحيد الذي يتعامل معه المجتمع الدولي كأفق لحل نهائي.

تلت هذه الضربة الدبلوماسية قرار أممي آخر فوري وحاسم: إنهاء مهام ممثل الأمم المتحدة داخل مخيمات تندوف، الدبلوماسي يوسف جدّيع. هذه الخطوة، بحد ذاتها، أنهت مرحلة الغموض التي طالما استغلتها البوليساريو والجزائر للمتاجرة بأوضاع المخيمات. الرسالة الأممية هنا، وإن جاءت بصياغة دبلوماسية رفيعة، فمضمونها السياسي غاية في الوضوح: “العالم لم يعد يساير الوهم، ولا يقبل المتاجرة بالمخيمات، ولا يعترف بأي مشروع خارج إطار السيادة المغربية.”

هذا التطور يعني ببساطة أن السقف السياسي قد انهار فوق رؤوس البوليساريو. لم يعد أمام الجبهة الانفصالية أي غطاء أممي تستند إليه، وقد فَقَدت أي مرجعية دولية يمكنها الاعتماد عليها لتسويق وهمها. أما بالنسبة للجزائر، فهذا يعني أن الدولة التي كانت تمول وتحرك وتسوق للوهم الانفصالي قد فقدت أهم ورقتها: ورقة “تندوف تحت الأعين الأممية”، مما يسقط عنها جزئياً غطاء التبرير والتمويه بخصوص مسؤوليتها.

أما المغرب، فقد دخل بفضل وضوح رؤيته وثبات دبلوماسيته مرحلة جديدة تماماً. حيث لم يعد المغرب مجرد طرف في النزاع، بل أصبح صاحب الحل الذي يعترف به العالم، والخلاصة واضحة: القرار لم يكن مجرد إنهاء مهمة، بل هو إعلان نهاية مرحلة وبداية أخرى عنوانها الوحيد: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً