في خطوة تأتي عقب الجولة الثانية من دوري أبطال أفريقيا وما رافق ذلك من أحداث في مباراة الجيش الملكي، وجه النادي الأهلي المصري الأحد 30 نونبر، رسالة رسمية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) يطالب فيها بتطبيق إجراءات سلامة وتأمين أكثر صرامة للمباريات الجماهيرية، إلى جانب تفعيل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) بشكل شامل في جميع لقاءات البطولة وإسناد إدارة اللقاءات الحساسة لحكام النخبة.
الرسالة، التي تم تداولها على نطاق واسع في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تبدو للوهلة الأولى كـمطلب مشروع وعادي يصب في مصلحة تطوير الكرة الأفريقية وضمان عدالة المنافسة، خصوصاً في ظل الأخطاء التحكيمية والتجاوزات الجماهيرية المحدودة. غير أن توقيت المراسلة والطريقة التي روج بها الأهلي لنفسه كـ“ضحية” أثارت جدلاً واسعاً، خاصة في الأوساط الكروية المغربية.
من هو الضحية الحقيقي؟
على الرغم من إشارة الأهلي إلى “خروقات” شابت مبارياته وتدوينها في تقارير الحكام والمراقبين، تشير المعطيات التحليلية إلى أن الجيش الملكي هو المتضرر الأكبر من التحكيم في ذات الجولة والجولة السابقة أيضا أمام فريق يانغ أفريكانز التنزاني.
في المقابل، شهدت مباراة الأهلي فعلاً تجاوزات جماهيرية، وهو أمر يحدث أحيانا ليس فقط في المغرب بل في كل ملاعب العالم، لكن التركيز على هذه النقطة وإهمال التأثير المباشر للتحكيم على نتائج الفرق الأخرى، يضع الرسالة في خانة “الاستثمار في الأزمات” والضغط الإعلامي.
ردود الفعل: تساؤلات حول غياب الفعل المغربي
في تعليقات المتابعين، برزت ملاحظة مهمة حول غياب أي تحرك مماثل من إدارة نادي الجيش الملكي. فإذا كان الأهلي يرى من حقه التعبير عن مظلمته، فإن التساؤل يطرح بقوة: لماذا لم يتخذ “الزعيم” خطوة مماثلة؟
متابع رياضي علّق: “من حق الأهلي يعتبر راسو ضحية، كل واحد يهضر على نفسو. لكن فين هو الجيش الملكي من هادشي؟ علاش ما هضرش؟”
هذا التباين في التعامل مع الأخطاء يفتح الباب أمام اتهام الفريق المصري بـ“تضخيم الموقف” واستخدام خطاب “الدراما والضحية” كوسيلة للضغط على “كاف” وضمان معاملة تفضيلية في اللقاءات القادمة، وهو ما أشار إليه متابع مصري عندما طلب التوضيح: “لو شايف نفسك متضرر زي ما بتقول، اعمل زي الأهلي. الترجى اشتكى، الأهلي اشتكى، الزمالك اشتكى… انضم للشكوى طالما شايف نفسك متضرر.“
بين مطالب “المصلحة العامة” وأجندة “الضغط الخاص”
في الجوهر، مطالب الأهلي بتفعيل “الفار” وإجراءات السلامة هي مطالب ضرورية لرفع مستوى المنافسة الأفريقية. لكن الرسالة تحمل أيضاً مطالب أخرى تخص إسناد جميع المباريات الحساسة لحكام النخبة في أفريقيا المصنفين لدى “فيفا”، وهو ما يراه البعض محاولة للتأثير على اختيارات لجنة الحكام وتوجيهها بشكل يخدم مصالح النادي مباشرة.
في النهاية، يبقى الأهلي نادياً يتمتع بقوة تأثير هائلة على “كاف” بحكم تاريخه ووزنه القاري. مراسلته ليست مجرد شكوى، بل هي بيان ضغط يهدف إلى إعادة ضبط بوصلة التحكيم والتنظيم لصالحه، مستغلاً في ذلك أية ثغرة سواء كانت تحكيمية أو تنظيمية، بينما تبقى الفرق التي تضررت فعلياً، كالأندية المغربية، مطالبة بالتحرك بنفس القوة والفعالية للدفاع عن حقوقها بدل الاكتفاء بدور المتفرج أو الضحية الصامتة.
بلاغ نادي الأهلي:
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (1)
هداكشي الى عمل الجمهور هوا الى خلا نادي الجيش يخجل أن يتكلم، الصراحة هديك شوها عمرنا شفناها ،هدشي سباب تسامح الجامعة مع الجمهور الجيش في عدة مقابلات، لازم الضرب بي صرامة ليكون درس لي الجميع