يشهد الغرب الأطلسي نشاطًا جويًا استثنائيًا، بينما ينعم المغرب العربي بالهدوء حاليًا بسبب توزيع الضغط الجوي. شمال الأطلسي يعاني من منخفضات عميقة جدًا وأجواء قاسية. المغرب العربي يشهد استقرارًا وحرارة فوق المعدل. التوقعات تشير إلى تغيير محتمل بعد 10 أيام مع تراجع المرتفع الجوي فوق غرينلاند، مما قد يجلب كتلة هوائية باردة واضطرابات جوية للمنطقة.
يشهد الغرب الأطلسي هذه الأيام حالة جوية استثنائية من حيث القوة والنشاط، في حين يبقى المشهد في دول المغرب العربي يتسم بالهدوء والاستقرار النسبي. هذا التباين الكبير هو نتاج لتوزيع فريد ومميز لمراكز الضغط الجوي الرئيسية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهو ما نوضحه بالتفصيل في هذا التحليل.

الشمال الأطلسي: عواصف متتالية وضغوط قياسية
شمال المحيط الأطلسي هو بؤرة الأحداث الجوية الحالية، حيث يشهد نشاطًا رهيبًا وغير اعتيادي يتمثل في تشكل وتعمق منخفضات جوية عميقة بشكل متتالٍ.
ما وراء القوة الرهيبة؟
السبب الجذري لهذا النشاط هو موقع مرتفع جوي ضخم فوق غرينلاند. هذا المرتفع يعمل كـ “سد” أو “حاجز” للرياح، دافعًا بالتيار الهوائي البارد والقطبي القادم من كندا نحو المحيط الأطلسي. هذا الاصطدام بين الهواء البارد جدًا والهواء الأكثر دفئًا فوق مياه الأطلسي الدافئة نسبيًا يؤدي إلى:
- تعمّق قياسي للمنخفضات: لدرجة أن ضغوط بعض هذه المنخفضات وصلت إلى مستويات منخفضة جدًا تتراوح بين 930 و 950 هكتوباسكال (hPa)، وهي ضغوط لا تسجل عادة إلا في أقوى الأعاصير أو العواصف الشتوية العنيفة.
- أعنف الظروف البحرية والجوية: ينتج عن ذلك رياح عاتية قد تتجاوز سرعتها 120–150 كم/ساعة، وتوليد موجات بحرية هائلة يتراوح ارتفاعها بين 10 و 14 مترًا، مما يهدد الملاحة البحرية.
- تأثيرات على أوروبا: يتسبب هذا المسار في تعرض دول أوروبا الغربية والشمالية لأجواء شتوية قاسية تتميز بـ أمطار غزيرة ورياح قوية وإحساس ملموس بالبرودة.
المغرب العربي: استقرار وهدوء في الوقت الحالي
على النقيض من ذلك، تتمتع دول المغرب العربي (شمال المغرب، الجزائر، تونس) في الفترة الحالية بـ استقرار نسبي في الأجواء.
لماذا الاستقرار؟
يرجع هذا الاستقرار بشكل أساسي إلى انشغال التيار النفاث (Jet Stream) – وهو النهر الهوائي المسؤول عن توجيه المنخفضات – في مساره فوق شمال الأطلسي وأوروبا. هذا المسار يبعد الاضطرابات العميقة عن المنطقة، مما يؤدي إلى:
- سيطرة مرتفع جوي: قد يشير وجود القبة الحرارية (التي تظهر كمنطقة دافئة في الخريطة المرفقة، ويرمز لها بالحرف H فوق جنوب أوروبا/شمال إفريقيا ) إلى سيطرة مرتفع جوي يساهم في ارتفاع درجات الحرارة.
- حرارة فوق المعدل: تشهد المنطقة حاليًا درجات حرارة فوق معدلها الموسمي.
- ضعف الاضطرابات: الاضطرابات السطحية والمنخفضات الجوية التي قد تؤدي إلى هطول الأمطار تظل ضعيفة ومحدودة التأثير.
نظرة مستقبلية: توقعات بالتغيير منتصف ديسمبر
رغم الهدوء الحالي، لا يجب إغفال قابلية الوضع للتغيير. التوقعات الجوية تشير إلى أن هذا الاستقرار قد لا يدوم طويلاً.
بعد فترة تمتد من 10 إلى 12 يومًا تقريبًا، يُتوقع أن يبدأ المرتفع الجوي الضخم فوق غرينلاند في الضعف والتراجع. هذا التغير في التوزيع الجوي العالمي قد يفتح الباب أمام:
- نزول كتلة هوائية باردة: قد تنجح التيارات الهوائية الباردة في النزول جنوبًا، مستهدفة مناطق شمال المغرب، والغرب الجزائري، وتونس.
- عودة الاضطرابات: من المحتمل أن تجلب هذه الكتلة الباردة معها اضطرابات جوية وأمطارًا محتملة تعيد الأجواء إلى طابعها الشتوي.
الخلاصة الجوية
| المنطقة | الوضع الحالي | التوقعات الرئيسية |
|---|---|---|
| شمال الأطلسي | نشاط شتوي قوي ورهيب، منخفضات قياسية. | موجات ورياح عاتية. |
| أوروبا الغربية | عواصف، رياح قوية، أجواء باردة. | استمرار الأجواء المضطربة. |
| المغرب العربي | استقرار نسبي، حرارة فوق المعدل. | تغيّر محتمل منتصف ديسمبر مع نزول بارد متوقع. |
ويجب على الجميع، خصوصًا في دول المغرب العربي، متابعة النشرات الجوية الرسمية باستمرار، فالصورة الجوية العالمية ما تزال ديناميكية للغاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)