يبدو أن الأصوات المعادية لوحدتنا الترابية وكل ما مرتبط بالمغرب، والمرتبطة بشكل مكشوف برواية الانفصال والأجندة الجزائرية، قد دخلت حالة من الهستيريا غير المسبوقة. هذا السعار يتجلى بوضوح في الهجوم المتشنج وغير الأخلاقي الذي تشنه هذه الأبواق على الحكومة الإسبانية ومسؤوليها، وهو ما يعكس ارتباكًا عميقًا أمام التحولات المتسارعة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية.
لقد نسف الزخم الدبلوماسي القوي الذي تشهده قضيتنا اليوم كل المخططات التي بُنيت لعقود بهدف عرقلة الوحدة الترابية للمملكة. فالتأكيد المتزايد، دوليًا، على مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجدي والواقعي للنزاع، إلى جانب المواقف الدولية المتتالية والوازنة الداعمة لرؤية المغرب، وضع هذه الأبواق أمام حقيقة قاسية: العالم يتحرك بثبات نحو دعم الرؤية المغربية، بينما تتآكل سرديتهم الواهية يومًا بعد يوم.
لقد شكل التقارب المغربي الإسباني، الذي ارتقى بالعلاقات بين الرباط ومدريد إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المبنية على المصالح المتبادلة والوضوح السياسي، الضربة الأقوى لهذه الدعاية المرتعشة.
ولم تستوعب هذه الجهات هذا التحول، ولذلك نراها اليوم تتخبط في موجة من الاتهامات والصراخ العالي، تصف فيها الحكومة الإسبانية بالخضوع والعمالة والضغط. في الحقيقة، لم تفعل الحكومة الإسبانية سوى أنها اختارت طريق العقلانية والاستقرار والتعاون بدل الانجرار وراء مناورات يائسة ومشاريع متهاوية.
إن هذه الحملة الهستيرية ليست مجرد رد فعل، بل هي في جوهرها اعتراف غير مباشر وصارخ بفشل مشروع الانفصال. كل صرخة وكل اتهام يخرج من هذه الأبواق يؤكد أن رياح الدبلوماسية تسير بقوة في الاتجاه المغربي الصحيح. وكلما ازدادت قوة وثبات مواقف المجتمع الدولي، وتكاملت الشراكات المغربية مع القوى المؤثرة عالميًا، كلما ارتفع منسوب الغضب والارتباك لدى خصوم وحدتنا الترابية.
الخلاصة اليوم أصبحت واضحة كالشمس: الزخم الكبير الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية وتسارع الاعترافات الداعمة لها، قد دمر كل رهانات المعاندين، وفضح هشاشة روايتهم، وجعل صراخهم العالي هو آخر ما يملكونه في معركة خاسرة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)