تشهد منطقة شمال إفريقيا حالياً نمطاً مناخياً غير معتاد أدى إلى “حبس” الاضطرابات الجوية فوق المنطقة لفترة زمنية ممتدة.
وتُظهر خرائط الطقس الحديثة (نموذج GFS) تشكّل ظاهرة تُعرف علمياً بـ “Rex Block” أو الانسداد الجوي بالخصوص شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وبعض أجزاء من ليبيا)، وهي وضعية يتواجه فيها مرتفع جوي صلب شمالاً مع منخفض نشط جنوباً، مما يؤدي إلى شلل في حركة المنخفضات ومنعها من العبور السريع، لتظل “عالقة” فوق سماء المنطقة.

ماذا يعني هذا النمط لسكان المنطقة؟
هذا الانسداد الجوي يحوّل الطقس إلى حالة من عدم الاستقرار الدائم؛ فبدلاً من مرور عاصفة واحدة وانجلائها، نحن أمام سلسلة من المنخفضات المتتالية التي تتغذى من رطوبة البحر المتوسط، مما يؤدي إلى تجدد الأمطار بشكل يومي ودون فواصل زمنية تذكر.
أبرز التأثيرات المتوقعة:
- هطولات مطرية متكررة: تمتاز بالديمومة وأحياناً تكون رعدية غزيرة، خاصة على شمال الجزائر (الوسط والشرق)، تونس، وشمال ووسط المغرب.
- خطر الفيضانات المحلية: مع تشبع التربة بالمياه نتيجة الأمطار السابقة، تصبح الأرض أقل قدرة على امتصاص كميات جديدة، مما يرفع من احتمال تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة حتى مع التساقطات التي قد تبدو عادية.
- تقلبات مفاجئة: طبيعة هذا النظام الجوي تجعل التوقعات قصيرة المدى (24-48 ساعة) هي الأكثر دقة، حيث يمكن أن تنشأ منخفضات ثانوية فجائية في أي لحظة.
توصيات السلامة
نظراً لاستمرار هذه الحالة لعدة أيام، يُنصح المواطنون بضرورة توخي الحذر الشديد عند الاقتراب من مجاري الأودية أو عبورها، ومتابعة التحديثات الجوية المحلية بدقة، حيث أن “ثبات” المنظمة الجوية يعني أن المخاطر تتركز في نفس المناطق لفترة أطول.
وكخلاصة فمنطقة شمال إفريقيا تعيش حالياً طقساً “عالقاً” بسبب جدار الصد الجوي فوق أوروبا، وهو ما يفسر استمرار الأجواء الشتوية الماطرة. ستبقى هذه الوضعية قائمة إلى حين حدوث تغيير في توزيع الضغط الجوي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
المغرب: منخفضات أطلسية متتالية تكسر حدة الجفاف

وفيما يخص الحالة الجوية بالمملكة المغربية، تُشير آخر التحديثات إلى وضعية ثابتة ومبشرة للغاية؛ حيث استقر المرتفع الآصوري في موطنه الشتوي بعيداً عن المنطقة، مما فتح الباب أمام هبوط قطبي ضخم على شمال أوروبا، يوجه بدوره سلسلة من الاضطرابات المتتالية نحو المغرب. هذا التغيير الجذري في المنظومة الجوية من شأنه أن ينهي حالة الجفاف التي سادت مؤخراً، بإذن الله.
الجدول الزمني المتوقع للأمطار:
- الجمعة: بداية تسرب سحب ممطرة على المناطق الشمالية الغربية للمملكة.
- الأحد: وصول اضطراب جوي ثانٍ وأكثر قوة عبر السواحل الأطلسية، ليتعمق لاحقاً ليشمل وسط البلاد.
- نهاية الشهر (21-31 ديسمبر): تظهر خرائط تراكم الأمطار توقعات “دسمة” بهطولات مطرية مهمة وشاملة.
تحذير من الموجة الباردة
ومع هذه الأمطار، من المتوقع أن تشهد المرتفعات، وخاصة الأطلس المتوسط، تساقطات ثلجية كثيفة ستتزامن مع انخفاض حاد وكبير في درجات الحرارة. لذا، وجب التنبيه لساكني الجبال والمسافرين بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة موجة البرد القارس المتوقعة.


التعاليق (0)