يدخل فصل الشتاء فلكيًا بالمغرب وباقي دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية، يوم الأحد 21 دجنبر على الساعة 16:03 بتوقيت المغرب، وذلك تزامنًا مع حدوث الانقلاب الشتوي، وهي ظاهرة فلكية دقيقة تتكرر كل سنة وتُعلن رسميًا بداية الشتاء، الذي يستمر هذه السنة 89 يومًا.
ما هو الانقلاب الشتوي؟
يحدث الانقلاب الشتوي نتيجة ميل محور الأرض بزاوية 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس، وهو ما يجعل نصفي الكرة الأرضية يتبادلان استقبال أشعة الشمس على مدار السنة.
وخلافًا لما يعتقده البعض، فإن تعاقب الفصول لا علاقة له بقرب الأرض أو بعدها عن الشمس، بل يرتبط حصريًا بزاوية سقوط أشعتها.
هذا الميل المحوري يؤدي إلى اختلاف واضح في طول النهار والليل بين النصفين الشمالي والجنوبي، وهو اختلاف منتظم ودوري يُعد دليلًا علميًا وعمليًا على كروية الأرض، إذ لا يمكن لنموذج الأرض المسطحة أن يُفسر هذا التغير المنتظم في الفصول وزوايا الإضاءة.
ماذا يميز يوم الانقلاب الشتوي؟
في يوم الانقلاب الشتوي يكون القطب الشمالي مائلًا بعيدًا عن الشمس، فتبدو الشمس ظاهريًا في أقصى جنوب السماء. ونتيجة لذلك:
- يكون النهار هو الأقصر خلال السنة في معظم مناطق شمال خط الاستواء.
- يتجاوز طول النهار 12 ساعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
- شمال الدائرة القطبية (عند خط عرض 66.5° شمالًا) لا تشرق الشمس إطلاقًا، إذ تبقى تحت الأفق طوال اليوم.
في المقابل، تشهد الدائرة القطبية الجنوبية ظاهرة شمس منتصف الليل، حيث تبقى الشمس فوق الأفق لمدة 24 ساعة، وهي من أوضح الشواهد على كروية الأرض.
ملاحظات فلكية تُسجَّل في هذا اليوم
يلاحظ المختصون والهواة على حد سواء، خلال يوم الانقلاب الشتوي:
- تأخر شروق الشمس والفجر إلى أبعد وقت خلال السنة.
- شروق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي وغروبها في وقت مبكر.
- انخفاض قوس مسار الشمس في السماء.
- وصول الظلال عند الزوال إلى أقصى طول لها خلال السنة.
شتاء في الشمال… وصيف في الجنوب
يُعد 21 دجنبر 2025 البداية الرسمية لفصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بينما يبدأ في التوقيت نفسه فصل الصيف في النصف الجنوبي، وفق حسابات فلكية وفيزيائية دقيقة تعتمد على حركة الأرض وانتظامها حول الشمس.
توازن كوني دقيق
يمثل الانقلاب الشتوي تذكيرًا سنويًا بدقة النظام الكوني الذي يحكم حركة الأرض وتعاقب الفصول. فبين أقصر نهار في دجنبر وأطول يوم في يونيو، تواصل الأرض رحلتها المنتظمة في توازن فلكي مذهل، يضبط إيقاع الضوء والظلام على كوكبنا دون خلل أو اضطراب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)