في الوقت الذي تنكب فيه سواعد المغاربة على تحويل الحلم إلى حقيقة، وتشييد ملاعب بمواصفات عالمية لاستضافة عرس كروي قاري وتاريخي، اختار الإعلام الرسمي الجزائري أن يغرد خارج السرب، ليس عبر النقد البناء، بل من خلال “بروباغندا” مضحكة بلغت حد الابتذال.
وبث التلفزيون الجزائري الرسمي تقريراً “درامياً” يحاول فيه تصوير الملاعب المغربية كـ “برك مائية” ومنشآت هشة، مستخدماً مقاطع قديمة تعود لأيام الأشغال الأولى، في محاولة يائسة لضرب صورة الجار الذي يسير بخطى ثابتة نحو التميز. لكن المضحك في الأمر، والمفاجأة التي لم يتوقعها جنرالات قصر المرادية، هي أن “حبل الكذب” انقطع سريعاً، وبيد من؟ بيد الشعب الجزائري نفسه!
الجزائريون يسخرون: “كفى تمثيلاً!”
لم يعد الجمهور الجزائري بحاجة لبيانات رسمية مغربية ليرد على ترهات إعلام بلده. ففي ثورة رقمية لافتة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات جزائريين يسخرون من هذا السقوط الأخلاقي لقنواتهم الرسمية وأصبح المواطن الجزائري هو “المعارضة الأقوى”، حيث سئم من روايات “المخزن” التي تُطبخ ليل نهار في غرف الإعلام العسكري. لقد أدرك هؤلاء أن هذه “الجرعات الزائدة” من العداء للمغرب ليست إلا “مخدراً” للاستهلاك الداخلي، والهدف واحد: صرف الأنظار عن الأزمات الخانقة في الداخل الجزائري.
خطاب “الملح في الطعام”
وكما يقول المغاربة في ردود فعلهم: “لقد أصبح ذكر المغرب بالنسبة للنظام الجزائري كضرورة وضع الملح في الطعام”، فلا يستقيم لديهم يوم دون هجوم، ولا تكتمل لديهم نشرة أخبار دون “بهارات” الحقد الدفين.
هذا الخطاب، كما يرى المراقبون، موجه بالأساس لـ “الاستهلاك الداخلي” لمنع الشعب الجزائري الشقيق من الاستفاقة، ومنعه من طرح السؤال الجوهري: “أين تذهب أموال الغاز والبترول، بينما المغرب، الذي لا يملك هذه الثروات، يتفوق في جميع الميادين؟”.
المغرب.. النجاح في صمت
بينما يغرق الإعلام الجزائري في “أوحال” الصور المفبركة وتقنيات “الذكاء الاصطناعي” البدائية، يختار المغرب أن يرد بلغة الأرقام والواقع الذي يُرى بالعين المجردة. الملاعب تُبنى، والبنية التحتية تتحدث عن نفسها، والطموح المغربي يتجاوز القارة ليحلق عالمياً.
إن هذا “الحقد الدفين” من حكام معزولين دولياً لن يغير من الحقيقة شيئاً؛ فالأرض لا تدوم لأحد، والتاريخ لا يسجل الأكاذيب بل يسجل الإنجازات. وإذا كان إعلام العسكر قد حول بلده إلى “أضحوكة” أمام العالم، فإن المغرب يواصل مسيره بصمت، مؤمناً بأن “حقده هو مصدر كلماته، أما نحن فلدينا ما هو أقوى من الضجيج.. لدينا الواقع”.
خلاصة القول: عندما يثور الشعب ضد إعلامه الرسمي ويسخر من “بروباغندا” نظامه، فاعلم أن المشكلة لم تكن يوماً “في الخارج”، بل هي أزمة شرعية وبوصلة ضاعت في ممرات قصر المرادية المظلمة.

التعاليق (1)
الله يلعن لما يحشم