جددت أيقونة الأغنية العربية، الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، لقاءها بالجماهير المغربية، خلال حفل فني استثنائي أحيته، مساء أمس السبت بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”.
واعتلت السيدة ماجدة خشبة المسرح الوطني محمد الخامس، بإطلالة بهية وشموخ فني ليسا غريبين على قامة عربية راقية ما تزال تأسر قلوب الملايين في الوطن العربي وعبر العالم أيضا، حيث كانت في انتظارها حشود من الجماهير الغفيرة والمولوعة بفنها الأصيل والخالد على مدى عقود طويلة.
واستقبل الجمهور الوفي النجمة اللبنانية بحفاوة عند اعتلائها المنصة بالزغاريد والهتافات، كما رافقها بالتصفيقات طيلة وقائع هذا الحفل الفني المبهر بكل المقاييس.
وأعربت بنت بلاد الأرز، بهذه المناسبة، عن حبها وتقديرها الكبيرين للمملكة المغربية ملكا وشعبا، وعن بالغ سعادتها بالوقوف من جديد أمام الجمهور المغربي “الذي طالما سعدت بلقائه وانبهرت بذوقه الفني الرفيع”، لتواصل بعد ذلك إمتاع عشاقها ومحبيها بتقديم باقة من أجمل وأنجح أعمالها.
واختارت أيقونة الأغنية العربية أن تفتتح سهرة آخر ليالي المهرجان الطربية، بأداء أغنية “ميلي يا حلوة ميلي”، الصادرة سنة 2018، تلتها سلسلة من الروائع الغنائية، شملت تباعا كلا من “خذني حبيبي”، و”عيناك ليال صيفية”، و”إسمع قلبي”، و”عم يسألوني عليك الناس”، و”أنا عم بحلم”، وكذا قطعة “لا تسأل”، التي أدتها على نغمات القيتارة الإلكترونية بإبداع لافت.
ومن قلب ريبرتوارها الغنائي الخالد، قدمت ماجدة الرومي رائعتي “كن صديقي” و”كلمات”، اللتين تفاعل الجمهور الحاضر معهما بانسجام وحماس قياسيين، في مشهد أخاذ جعل من هذا الحفل الختامي إحدى أقوى وأجمل لحظات النسخة العشرين لهذه التظاهرة الفنية العالمية.
كما أتحفت الفرقة الموسيقية المرافقة للسيدة ماجدة الرومي، برئاسة المايسترو المتألق لبنان بعلبكي، بتقديم باقة مختارة من المعزوفات الموسيقية الساحرة، التي أضفت على السهرة أجواء احتفالية ملهمة.
أما مفاجأة الحفل، الذي استمر لأزيد من ساعتين من الطرب الماتع، فتمثل في أداء أيقونة الأغنية العربية، وهي تحمل العلم الوطني المغربي بفخر شديد، لمقتطفات من بعض القطع الغنائية المغربية الشهيرة، من قبيل “علاش يا غزالي” للموسيقار الراحل المعطي بنقاسم، و”بنت بلادي” للفنان الراحل عبد الصادق شقارة، وذلك في مشهد بانورامي عكس من جديد عمق التلاقح الثقافي بين المدرسة الفنية المغربية ونظيرتها اللبنانية.
يذكر أن ماجدة الرومي ازدادات يوم 13 دجنبر 1956 ببلدة كفر شيما في لبنان، ونشأت وسط عائلة فنية وموسيقية عريقة، فوالدها هو الموسيقار والملحن اللبناني الكبير حليم الرومي.
وتملك ماجدة الرومي رصيدا فنيا زاخرا بالأعمال والإنتاجات الناجحة، على امتداد عقود طويلة من العطاء الفني الغزير، حيث أنتجت ما مجموعه 13 ألبوما غنائيا، يذكر من أشهرها ألبوم “كلمات” الصادر سنة 1991، وألبوم “رسائل” الصادر سنة 1996 وكذا ألبوم “اعتزلت الغرام” الصادر سنة 2006.
وأسدل الستار على فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تميزت نسخة هذا العام ببرمجة موسيقية متنوعة جمعت كبار نجوم الساحة الفنية العربية والدولية، ما جعل من مدينتي الرباط وسلا ملتقى استثنائيا للتبادل الفني والثقافي.
كما يعد المهرجان، الذي انطلق سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا فنيا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فبحضور أزيد من مليوني متفرج في كل واحدة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
التعاليق (0)