المنتخب المغربي.. ورشة الدفاع بين الإهمال والارتباك: كيف أساء الركراكي إدارة صدع خط الخلف؟

وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي رياضة وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي

المنتخب المغربي.. ورشة الدفاع بين الإهمال والارتباك: كيف أساء الركراكي إدارة صدع خط الخلف؟ وفي التفاصيل،

فلّما يتم تسليط الضوء – بوضوح وجرأة – على واحدة من أكبر الإشكالات التي تطبع أداء المنتخب المغربي في الآونة الأخيرة، ألا وهي أزمة الدفاع.

وإذا كان الحديث عن نواقص العناصر الخلفية قد طُرح خجولًا في التحليلات أو اختُصر في مقاطع الفيديو، فإن الوقائع الميدانية تؤكد أن المدرب وليد الركراكي أساء تدبير هذا الورش الحساس.

ليس فقط في التعاطي الآني مع التراجع الدفاعي، بل في تأخره المزمن عن مباشرة الترميم والتصحيح رغم توفر كل المعطيات التي كانت تفرض تدخلاً مبكرًا.

بين ما لا يُلام عليه… وما لا يُغتفر

من الإنصاف القول إن وليد الركراكي ليس مسؤولًا عن كل ما أصاب الخط الخلفي من اهتزازات بعد مونديال قطر. فالعوامل الطبيعية كالسن، وتراجع الجاهزية، وتوالي الإصابات، كلها ساهمت في خلخلة الاستقرار الدفاعي للمنتخب. غير أن ما يُحسب عليه، وبشكل واضح، هو عجزه عن بلورة مقاربة ناجعة للتعويض، بل وتأخره غير المبرر في منح الفرصة للاعبين كانوا يستحقون التواجد والمشاركة، بينما أصرّ على أسماء ثبت فشلها في أكثر من مناسبة.

ماسينا.. العائد الذي طاله التهميش

نموذج آدم ماسينا صارخ في هذا الصدد. اللاعب، الذي يتوفر على مسار محترم في الدوري الإنجليزي والإيطالي، وحمل القميص الوطني في كأس إفريقيا بالكاميرون كلاعب أساسي، ظل يُستدعى للمعسكرات دون أن يحظى بفرصة اللعب. ثلاث معسكرات متتالية اكتفى فيها بالمشاهدة والتدريب، في وقت كان فيه يقدم أداءً ممتازًا مع نادي تورينو الإيطالي.

وحين حصل أخيرًا على فرصة اللعب أمام تونس، قدّم أداءً لافتا نال بسببه ثالث أعلى تقييم في المباراة، بعد أشرف حكيمي وأيوب الكعبي.

حتى الركراكي نفسه عبّر عن تفاجئه بما قدّمه ماسينا من مستوى، وهو ما يطرح سؤالًا بديهيًا: ماذا كان يفعل الطاقم التقني في المعسكرات بينما ماسينا يقدم هذا الأداء أمام أعينهم؟

عبقار وحركاس… إصرار غير مفهوم على خيار فاشل

في مقابل تهميش ماسينا، أصر الركراكي طيلة أشهر على الدفع بلاعبين أثبتوا محدوديتهم، مثل أشرف عبقار وعبد الحميد حركاس. الأول حضر 9 معسكرات متتالية دون أن ينجح في إقناع الجمهور أو الجهاز الفني بإمكانياته، بينما الثاني خاض أربع مباريات متتالية كأساسي، وسط جدل واسع حول مستواه، بل وُصف من طرف متابعين كأضعف مدافع في تاريخ الوداد الحديث.

والأدهى أن الركراكي برر حينها اختياراته بمبرر “الاستعداد لمونديال الأندية”، في سابقة غريبة اعتُمد فيها معيار مؤقت لا يمت بصلة لاستحقاقات المنتخب الوطني على المدى المتوسط والبعيد. وإذا كان ذلك المعيار لا يزال قائمًا، فلماذا لم يستدعِ الركراكي حركاس مجددًا؟ وأين عبقار الآن؟

بدائل موجودة والتجاهل مُكلف

الركراكي لم يكتف فقط بالتشبث بخيارات دفاعية محدودة، بل تجاهل أيضًا مجموعة من اللاعبين الذين يملكون من الجاهزية والخبرة ما يؤهلهم لشغل مناصب في الخط الخلفي. لاعبين مثل نايف أكرد، أشرف داري، بل وحتى أسماء صاعدة مثل الوافي، بوكامير، الباعوفي، البختي، أو يوسف جواب، كلهم قادرون على تقديم الإضافة.

القول بعدم وجود البدائل ليس دقيقًا، والميدان وحده يُفند كل الادعاءات. فالمقارنة بين ماسينا من جهة، وحركاس وعبقار من جهة أخرى، لا تصب إطلاقًا في صالح من اختار الإصرار على المسارات الفاشلة. والأكيد أن الأداء الدفاعي المهزوز الذي أضحى يقلق المتابعين، ليس نتيجة ندرة في اللاعبين، بل خلل في المقاربة والرؤية.

المنتخب الوطني يمر من مرحلة دقيقة على المستوى الدفاعي، وهي مرحلة كان يمكن تجاوزها أو على الأقل الحد من حدتها لو أن الركراكي تعامل مع الورش بالجرأة والمرونة اللازمتين. التردد في التغيير، الإصرار على أسماء بعينها، والتأخر في منح الفرصة لمن يستحق، كلها عوامل تضع المدرب الوطني في قلب المسؤولية.

الوقت لم ينفد بعد، لكن مراجعة الأوراق باتت ضرورية قبل فوات الأوان، خصوصًا في ظل استحقاقات قارية ودولية تقتضي صلابة وثباتًا في الدفاع، لا مجال فيها للمجاملات أو التجريب المتأخر.

المصدر/ عن المنتخب بتصرف

التعاليق (0)

اترك تعليقاً