دخلت بطولة كأس أفريقيا “توتال إنيرجيز” المغرب 2025 مرحلة الحسم مبكراً، حيث تتجه الأنظار صوب الجولة الثانية من دور المجموعات اليوم السبت 27 دجنير الجاري. فبعد جولة أولى كشفت عن تباين واضح في الجاهزية البدنية والذهنية، تبرز مواجهات الجولة الثانية كفرصة أخيرة لبعض المنتخبات لتصحيح المسار، ومحطة عبور لأخرى نحو الدور القادم.
السنغال وبوتسوانا: هيبة البطل تفرض نفسها
أرسل المنتخب السنغالي رسالة شديدة اللهجة لجميع المنافسين بعد اكتساحه لمنتخب بوتسوانا بثلاثية نظيفة. هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان استعراضاً للقوة الهجومية والتنظيم الدفاعي. السنغال تدخل الجولة الثانية بمعنويات مرتفعة، وهي المرشح الأبرز لحسم تأهلها مبكراً، مستغلةً حالة “التوهج” التي ظهر بها لاعبوها، حيث ستواجه منتخب الكونغو الديمقراطية المنتشي بفوز على البنين في الجولة الأولى.
نيجيريا وتنزانيا: فوز خادع يحتاج لترميم
رغم حصدها للنقاط الثلاث، إلا أن نيجيريا عانت الأمرين لتجاوز عقبة تنزانيا بنتيجة (2-1). هذا الفوز الصعب يضع “النسور الخضر” أمام تساؤلات جماهيرية حول الصلابة الدفاعية والقدرة على الحفاظ على التقدم. الجولة الثانية ستكون اختباراً حقيقياً للمدرب النيجيري لإثبات أن المعاناة أمام تنزانيا كانت مجرد “كبوة بداية” وليست خللاً بنيوياً في الفريق، حينما سيواجه المنتخب التونسي الذي أبان عن علو كعبه في المواجهة الأولى أمام أوغندا.
صدمة البدايات: تونس، أوغندا، والبنين
على الجانب الآخر، تجد منتخبات أوغندا والبنين نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث نجح “نسور قرطاج” في استغلال خبرتهم القارية لهزم أوغندا بنتيجة (3-1)، مما يضع الأوغنديين تحت ضغط هائل في الجولة القادمة؛ حيث لا خيار أمامهم سوى الفوز للحفاظ على آمال البقاء.
أما منتخب البنين فبعد السقوط بهدف نظيف أمام الكونغو، أظهر المنتخب تنظيماً دفاعياً جيداً لكنه افتقد للنجاعة الهجومية. وفي الجولة الثانية، سيكون لزاماً على “السناجب” المغامرة أكثر في المناطق الأمامية لتعويض ما فاتهم حينما يواجهون بوتسوانا.
قراءة فنية للجولة الثانية
بناءً على معطيات الجولة الأولى، يمكننا استخلاص عدد من النقاط من بينها، تفاوت المسافات: المنتخبات “الكبرى” مثل السنغال أظهرت نضجاً تكتيكياً كبيراً، بينما تعاني منتخبات أخرى من “فجوة التركيز” في اللحظات الحاسمة (كما حدث لتنزانيا أمام نيجيريا). كذلك عامل الأرض والجمهور: تلعب الأجواء المغربية المتميزة دوراً في تحفيز اللاعبين، مما يرفع من ريتم المباريات البدني، كما حدث في مباراة مصر وجنوب أفريقيا بملعب أكادير الكبير.
والنقطة الأخيرة شعار “ممنوع الخطأ”: الجولة الثانية هي جولة “كسر العظم”؛ فالهزيمة الثانية تعني توديعاً إكلينيكياً للبطولة، وهو ما سيجعلنا نشاهد مباريات أكثر تحفظاً وتكتيكاً.
برنامج مباريات اليوم السبت ـ كأس أفريقيا 2025:


التعاليق (0)