تحرك صعودي جديد في أسعار النفط العالمية
شهدت أسعار النفط اليوم الاثنين 03 نوفمبر 2025 في التعاملات الآسيوية المبكرة، ارتفاعًا طفيفًا بعد إعلان تحالف أوبك+ تعليق زيادة الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل، في إشارة إلى رغبة المنتجين في الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية.
فقد صعد سعر خام برنت بـ47 سنتًا، أي بنسبة 0.73%، ليصل إلى 65.24 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ45 سنتًا، أو ما يعادل 0.74%، مسجلًا 61.43 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد مكاسب محدودة في نهاية الأسبوع الماضي، ما يعكس محاولة السوق تعويض الخسائر الأخيرة.
قرار تحالف أوبك+.. خطوة لضبط المعروض ودعم الأسعار
القرار الأخير لـ تحالف أوبك+، الذي يضم كبرى الدول المنتجة للنفط، يمثل تحولًا استراتيجيًا في إدارة المعروض العالمي.
فقد وافقت ثماني دول منضوية في التحالف على رفع إنتاجها خلال ديسمبر المقبل بمقدار 137 ألف برميل يوميًا فقط، مقارنة بشهر نونبر، وهي زيادة محدودة تؤكد التوجه نحو الحذر في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي.
وفي المقابل، أعلن التحالف أنه سيعلق الزيادات الشهرية في الإنتاج خلال أشهر يناير وفبراير ومارس من سنة 2026، لتفادي أي فائض في المعروض النفطي قد يؤدي إلى تراجع سعر برميل النفط مجددًا.
ويعكس هذا القرار رغبة واضحة في تحقيق توازن بين استقرار السوق ودعم الأسعار دون إغراقها بالمزيد من الإنتاج.
توقعات أسعار النفط: بين التفاؤل والضبابية
ترى دول “أوبك+” أن أسعار النفط العالمية تستند حاليًا إلى أسس سوق إيجابية، بفضل انخفاض المخزونات البترولية واستقرار نسبي في الطلب.
ومع ذلك، تظل توقعات أسعار النفط للربع الأول من 2026 غير واضحة، بسبب استمرار الضغوط الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين، ومخاوف المستثمرين من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي قد تقلل من حركة التجارة العالمية وتؤثر على الطلب على الطاقة.
سعر برميل النفط في أكتوبر: أدنى مستوى منذ خمسة أشهر
رغم التحسن الحالي، لا تزال الأسواق تتذكر أداء أكتوبر الماضي حين تراجع سعر برميل النفط بأكثر من 2% للشهر الثالث على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر بتاريخ 20 أكتوبر.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة وفرة المعروض في الأسواق إلى جانب المخاوف الاقتصادية العالمية التي دفعت المستثمرين إلى الحذر.
الأسواق العالمية بين الاستقرار والمخاطر الجيوسياسية
تسعى أوبك+ من خلال قراراتها الأخيرة إلى تجنب أي انهيار في أسعار النفط على غرار ما حدث في فترات سابقة، عبر إدارة مرنة للإنتاج تراعي تحولات السوق.
لكن التقلبات الجيوسياسية، وخصوصًا في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، تظل من أبرز العوامل القادرة على دفع أسعار النفط اليوم نحو مسارات مفاجئة في أي لحظة.
تأثيرات محتملة على المغرب: هل ترتفع أسعار المحروقات محليًا؟
بالنسبة للمغرب، فإن أي ارتفاع جديد في أسعار النفط العالمية ينعكس بشكل مباشر على سوق المحروقات المحلية، خاصة أسعار الغازوال والبنزين التي ترتبط بسعر خام برنت في الأسواق الدولية.
وفي حال استمرار الاتجاه الصعودي الحالي، من المرجح أن تعرف أسعار المحروقات في المغرب زيادات طفيفة خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا إذا تجاوز سعر برميل النفط 70 دولارًا.
ويرى خبراء الطاقة أن سياسة الحكومة في مراقبة السوق وتحديث الأسعار نصف شهريًا تجعلها تتأثر بسرعة بتقلبات السوق الدولية، مما يدفع المستهلكين والمقاولات إلى متابعة تطورات تحالف أوبك+ عن كثب، لما لها من تأثير مباشر على كلفة النقل والإنتاج.
ومع ذلك، يبقى تأثير القرار الأخير محدودًا في المدى القصير، ما لم يسجل السوق العالمي ارتفاعات حادة في الأسعار خلال الربع الأول من 2026.
خلاصة: سياسة الحذر هي السائدة
بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن أسعار النفط ستظل تتحرك في نطاق محدود خلال الأشهر المقبلة، في ظل توازن هش بين العرض والطلب.
وإذا استمر تحالف “أوبك+” في التزامه بسياسة الحذر، فقد نرى استقرارًا نسبيًا في سعر برميل النفط العالمي، رغم بقاء التهديدات الاقتصادية والجيوسياسية قائمة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)