عاد اسم أيوب بوعدي، لاعب نادي ليل الفرنسي، ليشعل النقاش من جديد حول ولاء المواهب مزدوجة الجنسية، بعدما أعلن مدرب المنتخب الفرنسي للشباب، جيرالد باتيسل، اليوم الخميس، عن استدعائه ضمن قائمة “الديوك” لخوض تصفيات يورو 2027 للشباب. ومع هذا القرار، تجد الجماهير المغربية نفسها أمام سؤال محوري: هل سيختار بوعدي الدفاع عن ألوان فرنسا أم سيرتدي قميص “أسود الأطلس” مستقبلاً؟
بوعدي في قائمة فرنسا للشباب
كشف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن قائمة منتخب الشباب، والتي تضم اسم أيوب بوعدي (18 سنة)، تأكيدًا للمسار التصاعدي الذي يعيشه اللاعب هذا الموسم مع نادي ليل.
وسيشارك بوعدي في المواجهتين المرتقبتين أمام سويسرا في 14 نونبر بمدينة لوزان، وجزر فارو يوم 17 من الشهر نفسه في غرينوبل.
وقدّم اللاعب أداءً لافتًا في المباريات الأخيرة مع فريقه الفرنسي، حيث أصبح من بين الوجوه الشابة الأكثر إثارة للاهتمام في الدوري الفرنسي.
الركراكي يتحرك لإقناع بوعدي
رغم استدعائه لمنتخب فرنسا، لم يفقد الناخب الوطني وليد الركراكي الأمل في إقناع بوعدي بتمثيل المغرب.
فبحسب مصادر إعلامية موثوقة، أجرى الركراكي اتصالًا مباشرًا باللاعب الشاب مؤخرًا، حيث عرض عليه المشروع الرياضي للمنتخب الوطني، وشرح له المكانة التي يمكن أن يحتلها داخل التشكيلة المغربية.
وأكدت ذات المصادر أن الركراكي منح بوعدي فرصة أخيرة لحسم موقفه النهائي قبل فترة التوقف الدولي القادمة في نونبر، والتي ستسبق بطولة كأس أمم إفريقيا.
وشدد المدرب المغربي على أنه في حال تأخر اللاعب في اتخاذ القرار، فسيضطر إلى التراجع عن فكرة استدعائه نهائيًا.
في السياف نفسه، دخل رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع على خط هذا الملف، وقال في تصريح سابق خص به إذاعة “راديو مارس”: بالنسبة لأيوب بوعدي، فالمبدأ الذي نؤمن به نُعْمِله في كافة الملفات، نحن لدينا مشروع طموح وله وأساس وتتخلله رهانات كبرى مثل كأس أمم أفريقيا في المغرب وكأس العالم في المملكة أيضاً، لذلك نرحب باللاعبين الذين يملكون الرغبة في الانضمام“.
واضاف في ذات التصريح””تحدّثنا مع أيوب بوعدي وهو مغربي جينيا وثقافة مئة في المئة، وكانت بيننا محادثات مستفيضة، وإن شاء الله المغرب سيكون فخور بهذا الابن واللاعب سيكون بدوره فخورا بحمل قميص المنتخب الوطني“.
الموهبة بين الانتماء والفرصة
أيوب بوعدي، المولود في فرنسا من أبوين مغربيين، يمثل نموذجًا للمواهب التي تنشأ في مدارس كرة القدم الأوروبية لكنها تحتفظ بجذورها المغربية، حيث بدأ ممارسة كرة القدم في أكاديمية نادي “أف سي كريل” في سن الخامسة. وفي يوليو 2021، انتقل إلى نادي ليل.
وقد سبق له تمثيل فرنسا في مختلف الفئات السنية، إلا أنه غاب عن مونديال الشباب في تشيلي بعد رفض ناديه ليل السماح له بالمشاركة.
ورغم ذلك، يرى العديد من المتابعين أن مستقبله الدولي لا يزال مفتوحًا على كلا الاتجاهين، وأن قراره المقبل قد يحدد مسارًا طويل الأمد في مسيرته الكروية.
جيل جديد من “الأسود”
الاهتمام ببوعدي ليس مجرد مسألة فنية، بل هو جزء من رؤية جديدة تسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى ترسيخها، بالاعتماد على جيل جديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية القادرين على مواصلة قصة النجاح التي بدأها المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة.
فبعد الإنجاز التاريخي لـ”أشبال الأطلس” في مونديال تشيلي تحت 20 سنة، باتت الأنظار تتجه نحو مواهب أوروبا لتعزيز صفوف المنتخب الوطني استعدادًا للاستحقاقات القادمة.
يبقى قرار أيوب بوعدي الشخصي هو الفاصل بين الانتماء العاطفي والاختيار الرياضي. وبين مشروع الركراكي الطموح وإغراء المدرسة الفرنسية، سيحسم الشاب المغربي الأصل مستقبله الدولي قريبًا. لكن مهما كان قراره، فإن موهبته تبقى مكسبًا لكرة القدم، وفرصة جديدة لتأمل العلاقة بين الهوية والانتماء في عالم الرياضة الحديثة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)