أنا الخبر ـ و.م.ع

نظمت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، اجتماعا رفيع المستوى بنيويورك حول موضوع “شجرة الأرغان، مصدر عريق للتنمية المستدامة”، ثمن خلاله مختلف المتدخلين المشاركين الجهود التي يبذلها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحفاظ على شجرة الأرغان، مبرزين أهمية هذا القطاع الحيوي في مجال التنمية المستدامة.

وخلال هذا الاجتماع قالت بابيتا بشت، نائبة مدير قسم الشؤون الخارجية لصندوق المناخ الأخضر، إن مشروع زراعة 10 آلاف هكتار من شجر الأرغان في المغرب، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير الجاري، والذي يساهم في تمويله صندوق المناخ الأخضر، يشكل أحد المشاريع الرائدة في مجال التكيف المناخي في إفريقيا.

وأشارت إلى أن “هذا المشروع، الذي استجاب لشروط تمويل الصندوق الأخضر، يتجاوز جانب التكيف مع المناخ في بعده الإيكولوجي، حيث يثمن أيضا التقنيات الحديثة لتجميع وتوفير المياه، واستخدام الطاقات النظيفة المتجددة ودعم التعاونيات المحلية التي تديرها أساسا النساء القرويات”.

من جانبه، أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في نيويورك، فيرنر أوبرماير، أن شجرة الأرغان تعد “موردا من الموارد الفريدة من نوعها” بالمغرب، حيث تتيح العديد من الاستخدامات والفوائد، لاسيما في المجالات الغذائية والطبية والايكولوجية.

وتطرق أوبرمير، في هذا الصدد، إلى البحوث العلمية حول المزايا العلاجية للأرغان في محاربة مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، وقدرته على تعزيز المناعة ضد أمراض القلب والشرايين، فضلا عن استخدامه في علاج الالتهابات وباقي الأمراض الجلدية، مضيفا أنه “بالنسبة لنا في منظمة الصحة العالمية، فإن الطب التقليدي أو البديل يكتسي أهمية بالغة لدى المنتظم الصحي”.

وبدورها، شددت كارلا موكافي، مديرة مكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في نيويورك، على مساهمة شجرة الأرغان في التنمية المستدامة، إذ تتميز بقدرة عالية على التكيف مع الظروف المناخية القاسية وتمثل، بالتالي، “بطل مناخ حقيقي”.

وبعدما نوهت بوضع المغرب لخطة عمل للمحافظة على شجرة الأرغان، بهدف دعم النسيج المحلي والتعاونيات العاملة في هذا القطاع، أعربت مسؤولة منظمة “الفاو” عن دعم هذه الوكالة الأممية “الكامل” للمملكة “لرفع وعي المجتمع الدولي بأهمية حماية هذه الشجرة”.

من جهتها، أشارت ماري بول روديل، مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في نيويورك، إلى أن الأرغان، الشجرة الأصيلة بالمغرب، “عنصر أساسي في التراث الطبيعي والزراعي والرعوي للمجتمعات المحلية” وتمثل “رمزا لاستراتيجية اليونسكو لتعزيز الروابط بين الثقافة والطبيعة”.

وبدوره، قال حميد رشيد، رئيس قسم البحوث والتطوير، بقسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، إن شجر الأرغان، الذي يرجع وجوده لنحو 65 مليون سنة، ” يتميز بمقاومته لعوامل التعرية ويكتسي أهمية بالنسبة لبقائنا”، حيث تسهم في مكافحة تآكل التربة والتصحر وتمثل خط الدفاع الأول ضد التغيرات المناخية.

وأبرز أن الأمر يتعلق “بموروث ثقافي غير مادي”، مشيدا بجهود المغرب لوقف تدهور المساحات الغابوية لشجر الأرغان.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.