أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عن تعيين النجم السابق جينارو غاتوزو مدربًا جديدًا للمنتخب الوطني الإيطالي، خلفًا للمدرب المقال لوتشيانو سباليتي، وذلك بعد سلسلة من المشاورات والمفاوضات التي انتهت بمنحه الثقة لقيادة “الآزوري” في المرحلة القادمة.
ويأتي تعيين غاتوزو بعد تعثر مفاوضات الاتحاد الإيطالي مع عدد من الأسماء البارزة في عالم التدريب، على رأسهم كلاوديو رانييري، الذي فضل البقاء ضمن الطاقم الاستشاري لفريق روما، وستيفانو بيولي، الذي لا يزال ملتزمًا بعقده الحالي مع نادي النصر السعودي.
ويواجه غاتوزو، المعروف بشخصيته الصارمة وروحه القتالية كلاعب، تحديًا بالغ الصعوبة في إعادة الروح لمنتخب فقد الكثير من بريقه خلال السنوات الماضية. فقد فشل المنتخب الإيطالي في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في نسختي 2018 و2022، وهو ما خلف حالة من الإحباط العميق لدى الجماهير.
وزادت الأوضاع تعقيدًا مع انطلاقة مخيبة للآمال في تصفيات كأس العالم 2026، حين مُني “الآزوري” بهزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف دون رد أمام منتخب النرويج، لتتعمق أزمة الثقة داخل صفوف الفريق وتتصاعد أصوات التشكيك في قدرة المنتخب على العودة إلى الواجهة العالمية.
وفي خضم هذه الوضعية الحرجة، يُنتظر من غاتوزو ليس فقط تحقيق نتائج إيجابية فورية، بل الشروع في عملية إعادة بناء شاملة للفريق، ترتكز على ضخ دماء جديدة وتجديد التركيبة البشرية، خاصة في ظل تراجع مستوى عدد من اللاعبين الأساسيين، واستمرار معضلة العقم الهجومي التي باتت سمة مزمنة في الأداء الإيطالي.
ولن تكون مهمة غاتوزو سهلة في ظل الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير، إذ يعلق الإيطاليون آمالًا كبيرة على هذه المرحلة لتكون انطلاقة حقيقية نحو استعادة الهيبة والهوية الكروية التي لطالما ميزت “السكوادرا أزورا”.
وبات من الواضح أن غاتوزو لا يملك رفاهية الوقت أو الخطأ، إذ يُنتظر منه تصحيح المسار في التصفيات القادمة، وإعادة المنتخب إلى واجهة المنافسات الكبرى. وأي إخفاق جديد قد يكلّف الكرة الإيطالية كثيرًا، خاصة أن الجماهير لم تعد قادرة على تحمل صدمة غياب ثالث محتمل عن كأس العالم.
التعاليق (0)