أنا الخبر ـ متابعة 

لا زالت جبهة “البوليساريو” الانفصالية، تتحرك تحت صدمة القرار الإسباني المفاجئ، والذي أعلنت فيه حكومة بيدرو سانشيز عن دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، كحل واقعي للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.

آخر الصدمات التي تلقتها الجبهة الانفصالية، كان أمس السبت وفق “اليوم 24“، حيث كانت تنتظر مشاركة “الآلاف” في وقفة احتجاجية أرادتها “مليونية” أمام وزارة الخارجية الاسبانية، للاحتجاج على القرار الأخير لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، والذي اعترف فيه بمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

ودعت العديد من الجمعيات والمنظمات الانفصالية المدعومة من بعض الاحزاب اليسارية الراديكالية لوقفة مليونية أمام وزارة الخارجية الاسبانية بالعاصمة أمس، وكان المنظمون ينتظرون مشاركة آلاف الاسبان لكن حضر مايقارب 700 مشارك في هذه الوقفة، و ظهر الحزن على وجوه انفصاليي البوليساريو المدعومين من موظفي السفارة الجزائرية بمدريد.

ويرى متابعون أن تراجع التعاطف مع الجبهة الانفصالية في الغرب، كان رسالة واضحة جدا من الاسبان الى الجبهة، ان قضية الصحراء المغربية قد حسمت وليست من أولويات المجتمع المدني الاسباني.

بضع مئات من مشاركين في وقفة الأمس للجبهة الانفصالية في مدريد، يأتي بعدما كانت الجبهة قادرة في وقت سابق على استمالة أعداد أكبر، حيث أنه في سنة 2011 تظاهر اكثر من 25 ألف اسباني تضامنا مع البوليساريو، وفي سنة 2007 وصل العدد الى 50 ألف مشارك.

وكانت الجبهة الانفصالية قد وجهت بداية الأسبوع مراسلة إلى رؤساء الجمعيات التابعة لها بأوربا، تخبرهم فيها بمضامين برنامج قالت إنه “استعجالي”، للرد على موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء المغربية.

ودعتر البوليساريو المنتسبين إليها في أوربا، في هذه المراسلة، إلى المشاركة في وقفات وتظاهرات مستعجلة خلال هذا الأسبوع على مستوى عواصم المقاطعات، تشارك فيها جمعيات ورابطات وتدعى إليها نقابات وأحزاب أوربية، بالتنسيق مع القيادة، وتنظيم مظاهرة تأمل أن تكون “ضخمة” أمام مقر وزارة الخارجية والتعاون الإسباني بمدريد يوم 26 مارس الجاري، داعية إلى المشاركة من كل المقاطعات، والتحضير والتنسيق لاحتجاجات لن تشمل إسبانيا فقط، بل دعت الجبهة إلى تنظيمها في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا أمام سفارات إسبانيا.

جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وعلى لسان زعيمها إبراهيم غالي، كانت قد عبرت عن صدمتها من الإعلان الإسباني بالاعتراف بمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، كحل واقعي وذي مصداقية لحل النزاع في الصحراء المغربية.

وقال غالي، في خطاب له، إن الموقف الإسباني الجديد “غريب ومفاجئ”، مهددا بعرقلة جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، بعد أشهر فقط من توليه لمهامه وقيامه بأول جولة في المنطقة.

وحاول غالي، التقليل من أهمية الاعتراف الإسباني بالمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، إلا أنه أظهر أن الجبهة الانفصالية لا تملك خطة للتعاطي مع هذا الموقف الإسباني، غير التعويل على المجتمع المدني الإسباني، وقوافله الإنسانية لمخيمات تندوف التي يتم التسويق لها على أنها “قوافل تضامنية” مع الجبهة الانفصالية.

وحسب تصريح غالي، فإن الموقف الإسباني الجديد، يوافق التوجه الأمريكي الذي رسمه قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالإعلان عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، كما أن قيمته، يستلهمها من كون إسبانيا هي المستعمر السابق للمنطقة.

وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت قبل أسبوعين علنا وللمرة الأولى دعمها موقف المغرب في قضية الصحراء، معتبرة أن “مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع”.

الموقف الإسباني الجديد رحبت به الرباط، واعتبرته أساسا لبناء علاقة ثنائية جديدة، بعد ما يقارب السنة من الأزمة، وهو الموقف الذي تم تدشينه، بعودة السفيرة المغربية لمدريد، بعدما كانت قد استدعيت للرباط للتشاور قبل عدة أشهر.

المقالات الأكثر قراءة

اترك تعليقاً