سجل الذهب أرقامًا قياسية جديدة في 16 أكتوبر، مدعومًا بالمخاوف الجيوسياسية والاقتصادية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية. ارتفع سعر الأوقية إلى 4224.79 دولارًا في المعاملات الفورية و 4239.70 دولارًا للعقود الآجلة. يعكس هذا الاتجاه القلق العالمي ويعزز دور الذهب كملاذ آمن. كما ارتفعت الفضة والبلاتين، بينما تراجع البلاديوم. يتوقع المحللون استمرار الصعود مع التوترات العالمية وتخفيف السياسة النقدية. يعتبر المستثمرون الذهب أصلًا استراتيجيًا طويل الأجل.
سجلت أسعار الذهب، اليوم الخميس 16 أكتوبر، ارتفاعًا جديدًا لتبلغ مستوى قياسيًا غير مسبوق، مدعومة بإقبال متزايد من المستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل تزايد المخاوف الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية، إلى جانب مؤشرات قوية على اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة.
فقد ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 4224.79 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس مستوى قياسيًا بلغ 4225.69 دولارًا، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.9 بالمئة إلى 4239.70 دولارًا للأوقية، في إشارة واضحة إلى استمرار الزخم الصعودي في السوق.
قراءة تحليلية للأرقام
يمثل تجاوز الذهب حاجز 4200 دولار حدثًا اقتصاديًا لافتًا يعكس تحولات عميقة في المزاج الاستثماري العالمي. فكل ارتفاع طفيف في الأسعار يعكس تزايد القلق من مستقبل الاقتصاد الأمريكي والعالمي، حيث أصبح المعدن النفيس بمثابة “الملاذ الآمن” الأول في مواجهة ضعف الدولار وتباطؤ النمو.
ويُرجّح أن استمرار التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية يعزز هذا الاتجاه، إذ يؤدي خفض الفائدة عادةً إلى تراجع عوائد السندات الحكومية، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول التي تقدم عائدًا ثابتًا.
المعادن الأخرى تتفاعل مع الاتجاه الصعودي
لم يكن الذهب وحده المستفيد من موجة التفاؤل الحذِر في الأسواق؛ فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.2 بالمئة لتصل إلى 53.16 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت في وقت سابق من الأسبوع مستوى قياسيًا بلغ 53.60 دولارًا، ما يؤكد تحسن الطلب على المعادن الصناعية والنفيسة معًا.
كما صعد البلاتين بنسبة 0.7 بالمئة إلى 1665.70 دولارًا، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.3 بالمئة إلى 1540.36 دولارًا، وهو تراجع طفيف يُعزى أساسًا إلى ضعف الطلب في قطاع السيارات الذي يُعد المستهلك الأكبر لهذا المعدن.
توقعات المرحلة المقبلة
يرى محللون أن استمرار التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، إلى جانب مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة، قد يدفع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية جديدة خلال الأسابيع المقبلة. كما أن أي إشارة من الفيدرالي الأمريكي حول تخفيف السياسة النقدية ستمنح الأسعار دفعة إضافية.
ويبدو أن المستثمرين باتوا يتعاملون مع الذهب ليس فقط كأداة تحوط ضد التضخم، بل كأصل استراتيجي طويل الأجل يعكس ثقة متزايدة في قيمته الثابتة مقارنة بالعملات المتقلبة والأسواق المضطربة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)