احتمال تحول روسي كبير في موقفها من الصحراء المغربية. تشير مصادر إلى اعتراف موسكو بسيادة المغرب ودعم الحكم الذاتي، ما يعزز مكانة المغرب دولياً. زيارة بوريطة إلى موسكو فرصة لتعزيز التعاون. هذا التحول المحتمل يتماشى مع مواقف أمريكا وأوروبا، ويعزز السيادة الوطنية والفرص الاقتصادية للمغرب.
في خطوة قد تحمل انعكاسات تاريخية على الصعيد الدبلوماسي، تشير مؤشرات من مصادر بوزارة الخارجية الروسية إلى أن روسيا قد تغير موقفها الرسمي من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من خلال احتمال الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مع دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل توافقي للنزاع. هذا الاحتمال، إذا تحقق، سيكون له أثر كبير على مكانة المغرب إقليميا ودوليا.
مؤشرات التحوّل الروسي في ملف الصحراء
تشير المصادر إلى أن موسكو قد تعلن خلال انعقاد اللجنة المشتركة المغربية–الروسية نهاية الأسبوع الجاري في موسكو، موقفا جديدا يدعم سيادة المغرب على الصحراء، مع تبني الحكم الذاتي كحل للنزاع بتوافق الأطراف.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن خطة المغرب للحكم الذاتي تمثل أحد أوجه تقرير المصير، وأن موسكو تركز على حل النزاع بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن هذا التوجه لا يزال في إطار الاحتمال.
مجلس الأمن والأمم المتحدة: متابعة دقيقة للنزاع
في حال تحقق الموقف الروسي، قد تصوت روسيا بالامتناع خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لملف الصحراء المغربية، ما سيكون دعما ضمنيا لموقف المغرب.
وتظل متابعة بعثة «المينورسو» والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ضرورية، خاصة مع المناقشات المرتقبة لتجديد ولاية البعثة وفرض ضغط على الأطراف لاستئناف المفاوضات المباشرة.
التنسيق الدولي: بين واشنطن وأوروبا
يعكس هذا التوجه المحتمل تقاطع المصالح مع المواقف الأمريكية، التي اعترفت سابقا خلال ولاية ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، ومع المواقف الأوروبية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، خصوصا من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
هذا السياق يزيد من احتمالية قبول الحل التوافقي حول الصحراء المغربية على المستوى الدولي.
المغرب كشريك محوري لروسيا في إفريقيا
حتى في حال بقي الموقف الروسي احتمالا، تؤكد المصادر أن المغرب يعد شريكا مهما لروسيا في القارة الإفريقية، وأن العلاقات الثنائية تتجه نحو مزيد من التعاون السياسي والاقتصادي.
زيارة وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، إلى موسكو يوم غدا الخميس 16 أكتوبر 2025، ستشكل فرصة لتعزيز الحوار واستكشاف فرص التعاون في مجالات الاقتصاد، الطاقة، والأمن الغذائي، إضافة إلى التنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
ماذا يعني هذا الاحتمال للمغرب؟
- تعزيز السيادة الوطنية المحتمل: أي دعم روسي، حتى ضمن الامتناع عن التصويت، قد يعزز موقف المغرب الدولي.
- رفع مكانة المغرب دبلوماسيا: التوجه نحو تعزيز العلاقات مع القوى الكبرى يمنح المغرب دورا أكبر في القضايا الإقليمية والدولية.
- فرص اقتصادية مستقبلية: التعاون المحتمل في مجالات الطاقة والأمن الغذائي يعزز التنمية الوطنية.
- تثبيت حل الحكم الذاتي: أي دعم دولي إضافي لمبادرة الحكم الذاتي سيعزز مصداقيتها كحل واقعي ومستدام للنزاع.
المؤشرات الروسية تعكس احتمال تحوّل دبلوماسي قد يمنح المغرب قوة إضافية على الساحة الدولية، ويؤكد نجاح استراتيجيات المملكة في تنويع شركائها وتعزيز موقعها في القارة الإفريقية والمنطقة المغاربية. ورغم أن الموقف لم يُتخذ بعد، فإن مجرد الاحتمال يفتح آفاقا إيجابية للمغرب على المستويين السياسي والاقتصادي.
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)