عودة قوية للثلوج تنعش المخزون المائي
تتجه أنظار المتابعين للشأن المناخي في المغرب نحو قمم الأطلس والريف، التي استعادت بريقها الأبيض بعد سنوات من التراجع. ووفق معطيات المديرية العامة للأرصاد الجوية، بلغت المساحة المغطاة بالثلوج إلى حدود 17 دجنبر 2025 حوالي 54.084 كيلومترًا مربعًا، وهو رقم يعكس تحسنًا واضحًا في الوضعية الثلجية على المستوى الوطني.
هذا الامتداد الواسع لا يقتصر أثره على المشهد الطبيعي، بل يشكل خزانًا مائيًا استراتيجيًا من شأنه المساهمة في تغذية السدود والفرشات الجوفية بالمغرب مع بداية ذوبان الثلوج، ما ينعش الآمال بتخفيف حدة الإجهاد المائي الذي طبع المواسم الأخيرة.

مؤشرات زحف سيبيري تعيد سيناريوهات شتاء استثنائي
إلى جانب الوضعية الحالية، ترصد النماذج الجوية العالمية نزول كتل هوائية قطبية قارية شديدة البرودة، مصدرها سيبيريا، نحو وسط حوض البحر الأبيض المتوسط مع نهاية السنة وبداية 2026. ويرى مختصون أن تموجات التيار النفاث هذا الموسم قد تفتح المجال أمام منخفضات جوية عميقة، قادرة على دفع البرودة نحو عروض غير معتادة.
هذه المعطيات تعيد إلى الأذهان شتاء 2012، الذي تميز بانخفاضات حادة في درجات الحرارة وتساقطات ثلجية واسعة النطاق، بعضها طال مناطق أقل ارتفاعًا من المعتاد. وفي حال استمرار هذا السيناريو، قد تعرف نهاية السنة وبداية السنة الجديدة أجواءً شتوية قاسية، تجمع بين أمطار غزيرة وثلوج كثيفة.

توقعات الطقس بالمغرب خلال الأيام القادمة
تشير المعطيات الجوية إلى فترة من الاضطراب الجوي المتواصل تمتد من نهاية الأسبوع وإلى غاية بداية الأسبوع المقبل، وتهم أساسًا النصف الشمالي من المملكة. ويُعزى هذا الوضع إلى تأثير منخفضات جوية نشيطة قادمة من شمال المحيط الأطلسي وغرب البحر الأبيض المتوسط، مصحوبة بكتل هوائية باردة في طبقات الجو العليا.
هذه الوضعية ستؤدي إلى تساقطات مطرية أو زخات رعدية محليًا قوية خاصة على الشمال الغربي، والريف، وسايس، وهضاب الفوسفاط وأولماس، إضافة إلى السهول الشمالية والوسطى.
كما يُرتقب تساقط الثلوج على مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط والريف والهضاب العليا الشرقية، خصوصًا على الارتفاعات التي تتجاوز 1700 إلى 1800 متر، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وحدوث الصقيع أو الجليد فوق المرتفعات والمناطق الداخلية.
وستعرف عدة جهات أيضًا هبات رياح قوية نسبيًا، خاصة بالسواحل، والجهة الشرقية، والأطلس، والأقاليم الجنوبية، ما قد يزيد من الإحساس بالبرودة ويؤثر على الملاحة البحرية والبرية في بعض الفترات.
توقعات الطقس المفصلة
🔹 السبت:
طقس بارد نسبيًا إلى بارد على المرتفعات والهضاب العليا الشرقية. أمطار متفرقة مرتفعات الأطلس، سايس، أولماس، والريف. ثلوج خفيفة فوق الأطلس المتوسط على ارتفاعات >1700م. رياح قوية بالسواحل والجهة الشرقية. الحرارة العظمى: –02/03°C بالمرتفعات، 04/09°C بالشمال والشرق، 10/17°C بباقي المناطق، و18/25°C بالأقاليم الجنوبية والجنوب الشرقي.
🔹 الأحد:
أمطار أو زخات رعدية محليًا مهمة بمنطقة طنجة، اللوكوس، الريف والغرب. تساقط الثلوج على الأطلس، الريف، والهضاب العليا الشرقية 1800م. طقس غائم مع أمطار متفرقة بالسهول الشمالية والوسطى. رياح قوية بالشمال الغربي والسواحل والجهة الشرقية. الحرارة الدنيا: –08/-01°C بالمرتفعات، 00/04°C بالشمال والشرق، 05/09°C بباقي المناطق.
🔹 الاثنين:
أمطار أو زخات رعدية محليًا بالشمال، الريف وسايس. ثلوج فوق الأطلس والريف والهضاب العليا 1800م. برد قوي وصقيع محلي فوق المرتفعات والهضاب العليا. رياح نشطة بالأطلس، والجهة الشرقية والسواحل.
🔹 الثلاثاء:
أمطار أو زخات رعدية على الشمال الغربي، الريف، سايس، هضاب الفوسفاط وأولماس، وشمال الصويرة. أمطار متفرقة بالسواحل الغربية والشرق. ثلوج فوق الأطلس والريف والهضاب العليا 1800م. رياح نشطة بالمناطق الداخلية والجنوبية.
من الأربعاء إلى السبت:
الأجواء ستظل ملائمة لهطول الأمطار والزخات على النصف الشمالي للبلاد. احتمال استمرار تساقط الثلوج فوق المرتفعات العالية. رياح معتدلة إلى قوية على الجهة الشرقية، الأطلس، الأقاليم الصحراوية، والسهول الوسطى. طقس بارد إلى بارد جدًا محليًا فوق المرتفعات والهضاب العليا.
فرصة مائية تستوجب اليقظة
بين التفاؤل بموسم مائي واعد والحذر من تداعيات موجات البرد القارس، يعيش المغرب وضعية جوية نادرة. فبينما تمثل الثلوج الحالية والمرتقبة فرصة حقيقية لتعزيز المخزون المائي، تفرض الظروف المناخية القاسية ضرورة اليقظة وتتبع النشرات الإنذارية، خاصة بالمناطق الجبلية والداخلية.
المؤكد أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط على مستوى الطقس، بل أيضًا في اختبار قدرة البلاد على استثمار هذه الوفرة الطبيعية في تعزيز أمنها المائي على المدى المتوسط والبعيد.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)