مع اقتراب موعد انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، يواصل المغرب تأكيد مكانته كقوة تنظيمية وإعلامية صاعدة في القارة الإفريقية. فبعيدًا عن الملاعب والبنية التحتية، اختارت المملكة أن تُراهن هذه المرة على نقلة نوعية في مجال البث التلفزيوني الرياضي، من خلال إطلاق نظام بث غير مسبوق يقترب في معاييره من تلك المعتمدة في نهائيات كأس العالم.
نظام بث موحد… رؤية جديدة للإعلام الرياضي الإفريقي
أعلن المغرب عن اعتماد إنتاج تلفزيوني موحد لكافة مباريات البطولة، وهو خيار استراتيجي يهدف إلى ضمان جودة صورة متجانسة واحترافية، بعيدًا عن التفاوت التقني الذي رافق بعض النسخ السابقة من المسابقة.
هذا النظام يضع المشاهد الإفريقي والدولي أمام تجربة مشاهدة واحدة، بنفس الجودة والدقة، مهما اختلف الملعب أو المدينة المستضيفة.
تقنيات عالمية: HDR، سبايدر كام، ودرون
ضمن هذا المشروع الطموح، سيتم بث المباريات بتقنية HDR، التي تتيح ألوانًا أكثر واقعية وتفاصيل أوضح، خاصة في اللقطات الليلية أو زوايا الملاعب الواسعة.
كما سيعتمد البث على:
- كاميرات سبايدر لتصوير ديناميكي من الجو داخل الملاعب.
- طائرات درون لتغطية المشاهد العامة، أجواء الملاعب، والتنقل السلس بين اللقطات، ما يمنح المشاهد إحساسًا أقرب إلى قلب الحدث.
هذه الأدوات تُستخدم عادة في أكبر البطولات العالمية، ويُعد اعتمادها في كأس إفريقيا خطوة غير مسبوقة على مستوى القارة.
إشارة مغربية تصل إلى أوروبا وأمريكا
من أبرز عناصر هذا النظام الجديد، توجيه الإشارة مباشرة إلى أوروبا وأمريكا، وهو ما يعكس طموح المغرب في تسويق الحدث إفريقيًا وعالميًا، وتحويل كأس إفريقيا إلى منتج إعلامي قادر على المنافسة في سوق البث الدولي.
هذه الخطوة تُعزز صورة المملكة كشريك موثوق في الإنتاج التلفزيوني عالي الجودة، وتفتح آفاقًا جديدة لصادرات المحتوى الرياضي المغربي.
52 مباراة في ست مدن… وتنظيم زمني محكم
ستُجرى البطولة في الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، حيث سيخوض المنتخبات الإفريقية 52 مباراة موزعة على ست مدن مغربية هي:
الرباط، الدار البيضاء، فاس، مراكش، أكادير، وطنجة.
هذا التوزيع الجغرافي، مرفوقًا بنظام بث موحد، يفرض تحديًا تقنيًا ولوجستيًا كبيرًا، لكنه في المقابل يُبرز حجم الجاهزية التي بلغها المغرب في تنظيم التظاهرات الكبرى.

رسالة المغرب: إفريقيا قادرة على الإبهار
من خلال هذا المشروع، يبعث المغرب رسالة واضحة مفادها أن إفريقيا قادرة على تنظيم وبث بطولات كبرى بمعايير عالمية، دون الحاجة للاعتماد على خبرات خارجية بشكل كامل.
كأس إفريقيا 2025 لن تكون مجرد بطولة كروية، بل منصة لإبراز الكفاءة المغربية في مجالات الإعلام، التكنولوجيا، والتنظيم الرياضي.
بإطلاق هذا النظام المتطور للبث الرياضي، يضع المغرب معيارًا جديدًا لما يمكن أن تكون عليه البطولات الإفريقية مستقبلًا. تجربة مشاهدة أقرب لكأس العالم، انتشار دولي أوسع، ورسالة ثقة في القدرات المحلية… كلها عناصر تجعل من كأس إفريقيا 2025 حدثًا استثنائيًا، داخل الملعب وخارجه.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)