شهدت أسواق المواشي بالمغرب، خلال الأيام الأخيرة، انتعاشة ملحوظة خاصة في قطاع الأغنام، مدفوعة بالارتفاع الجديد في أسعار اللحوم الحمراء بمختلف مناطق المملكة.
ارتفاع في الإقبال وتحرك للأسعار
أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تغيرًا في الأسعار وعودة الإقبال على شراء الأغنام بأسواق المواشي، في مؤشر على بداية تحرك الأسواق بعد فترة ركود أعقبت قرار إلغاء نحر الأضاحي في عيد الأضحى الأخير.
وفي سبت كزولة بإقليم آسفي، أكد عدد من مربي الأغنام أن السوق المحلي سجل مؤخرًا إقبالًا متزايدًا، اعتبروه بادرة إيجابية بعد خسائر متتالية تكبدوها خلال الشهور الماضية.
وأوضحوا أن أسعار الأغنام بأسواق المواشي ارتفعت بما يتراوح بين 400 و600 درهم، لكنها ما تزال بعيدة عن المستويات التي كانت عليها قبل إلغاء الأضاحي.
دعم محدود للفلاحين الصغار
رغم هذه المؤشرات، شدد مربون على أن واقع القطاع ما يزال صعبًا، معتبرين أن الدعم الموجه للفلاحين الصغار ومربي الماشية “يبقى محدودًا وغير كافٍ”، في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف والضغط الكبير على القدرة الشرائية للمستهلكين.
أزمة مستمرة رغم الانتعاش
من جهتهم، يرى محللون أن الانتعاشة الحالية لا تعني بالضرورة تجاوز القطاع لأزمته، مشيرين إلى أن القطيع الوطني ما يزال متأثرًا بتوالي سنوات الجفاف، وهي موجة لم يشهدها المغرب منذ أكثر من ثلاثة عقود. كما حذّروا من استمرار المضاربات في أسعار الأعلاف واللحوم الحمراء، ما يفاقم هشاشة السوق.
مستقبل رهين بالدعم والاستدامة
وبين التفاؤل الحذر للمربين والتحفظ الذي يبديه المتابعون، يظل مستقبل انتعاش أسواق الأغنام بالمغرب مرتبطًا بمدى قدرة الدولة على تعزيز دعم الفلاحين الصغار وتأمين شروط استدامة القطيع الوطني، حتى لا تتحول هذه الانتعاشة إلى مجرد موجة عابرة سرعان ما تنطفئ أمام تحديات المناخ والسوق.
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)