بوريطة ولافروف يرسمان ملامح مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الروسية

بوريطة ولافروف مختارات بوريطة ولافروف

في موسكو، أكد لافروف وبوريطة على تعزيز العلاقات المغربية الروسية. تم الاتفاق على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، وتطوير الشراكات في مجالات واعدة. سيتم تنظيم فعاليات للاحتفال بالذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية. يعكس هذا التوجه دبلوماسية المغرب المتوازنة، التي تسعى لتنويع الشراكات الدولية وتعزيز دوره الإقليمي.

في خطوة تعكس متانة العلاقات المغربية الروسية، جدد وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 بموسكو، التأكيد على العزم الراسخ لدى البلدين لمواصلة العمل المشترك من أجل الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستويات أوسع من التعاون والتفاهم الاستراتيجي.

وأكد لافروف، خلال ندوة صحافية جمعته بنظيره المغربي ناصر بوريطة عقب مباحثات ثنائية معمقة، أن المباحثات شكلت فرصة لمناقشة سبل توسيع المبادلات التجارية والاقتصادية بين موسكو والرباط، معتبرا أن “إمكانات التعاون العملي لم تُستنفد بعد بالكامل”.

وأوضح المسؤول الروسي أن البلدين يتقاسمان مصلحة مشتركة في تنمية الاستثمارات المتبادلة وتطوير الشراكات في مجالات واعدة، مبرزا أن الدورة الثامنة للجنة الحكومية المختلطة الروسية المغربية، التي ستنعقد غدا الجمعة برئاسة مشتركة بين بوريطة ونائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، “من المنتظر أن تسفر عن نتائج ملموسة ومثمرة”.

وأضاف لافروف أن العلاقات بين البلدين تشمل مجموعة واسعة من المجالات الحيوية، مشيرا إلى قطاع التعليم الذي يعرف تزايد حضور الطلبة المغاربة في الجامعات الروسية، حيث يتابع أزيد من 4520 طالبا مغربيا دراستهم حاليا بروسيا.

كما أبرز الوزير الروسي أن هناك تواصلا منتظما وقنوات تنسيق فعالة بين وزارتي الخارجية في البلدين، سواء في الأمم المتحدة أو ضمن منتديات دولية كمنتدى روسيا-إفريقيا وروسيا-جامعة الدول العربية، مشددا على أن مذكرة التفاهم الموقعة حديثا لإحداث لجنة عمل مشتركة ستعزز هذا التنسيق وتفتح آفاقا جديدة أمام الشراكة الاستراتيجية.

وأشار لافروف إلى أن السنة المقبلة ستحمل رمزية خاصة، إذ تصادف الذكرى العاشرة للإعلان المشترك حول تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مبرزا أن المناسبة ستشهد تنظيم سلسلة فعاليات ثقافية ودبلوماسية تشمل تبادل الزيارات بين المسؤولين والبرلمانيين، إلى جانب تنظيم أيام الثقافة الروسية بالمغرب، في إشارة واضحة إلى الزخم المتجدد في العلاقات الثنائية.


🔍 قراءة تحليلية: المغرب يرسخ توازنه الدبلوماسي بين الشرق والغرب

تعكس زيارة ناصر بوريطة إلى موسكو في هذا التوقيت وضوح الرؤية المغربية في تنويع الشراكات الدولية، بما يخدم المصالح الاستراتيجية العليا للمملكة في عالم يشهد تحولات جيوسياسية عميقة.

فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ينتهج منذ عقدين دبلوماسية متعددة الاتجاهات تقوم على مبدأ الانفتاح المتوازن على مختلف القوى الدولية دون الارتهان لأي محور، مع الحفاظ على استقلالية قراره السيادي.

وتندرج العلاقات المغربية الروسية ضمن هذا التصور المتوازن، حيث يسعى البلدان إلى تطوير تعاون اقتصادي وتكنولوجي متبادل، مع تعزيز الحوار السياسي في قضايا الأمن، الطاقة، الغذاء، والدفاع، دون المساس بعلاقات المغرب التقليدية مع شركائه الغربيين.

كما أن توسيع التنسيق بين الرباط وموسكو في المنتديات الدولية، ولا سيما منتدى روسيا-إفريقيا، ينسجم مع الدور المتنامي للمغرب كقوة إقليمية إفريقية ذات مصداقية وشبكة علاقات دبلوماسية واسعة، تجمع بين البراغماتية الاقتصادية والرؤية الاستراتيجية طويلة المدى.

بهذا التوجه، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كـ فاعل متوازن وذكي في الساحة الدولية، قادر على الجمع بين الشراكات الاقتصادية المتنوعة والمواقف الدبلوماسية المستقلة، وهو ما يجعل من العلاقة مع روسيا رافعة جديدة في مسار السياسة الخارجية المغربية الحديثة.


تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً