بقلم: مصطفى العلمي
يبدو أن النظام الجزائري لجأ لاستعمال حفيظ دراجي، فقرر هذه المرة أن يسبق الحدث القاري المتعلق بتنظيم بكأس أفريقيا بالمغرب بضوضاء فارغة، تماماً كما يفعل حين يدرك أن الميدان سيقول ما لا يستطيع قلبهم تحمله.
دراجي، قبل أن يتحدث عن “سوء حظ كأس إفريقيا”، كان عليه أن يواجه حقيقة أبسط بكثير:
سوء حظه أن البطولة ستقام في المغرب… حيث لا مجال لخطابات التضليل، بل للأفعال فقط.
تحدث عن كأس العرب وكأنها معيار كوني، ثم قارنها بعرس قاري عمره أكثر من ستة عقود!
هذا ليس رأياً… هذه محاولة مكشوفة لجر بطولة إفريقيا إلى مستوى مقارنات واهية لا يصدقها إلا من يتجنب النظر إلى الواقع.
والواقع يقول:
المغرب لا ينافس أحداً في المنطقة…
المغرب ينافس نفسه، ويتفوق على نفسه، ويترك الآخرين يلهثون خلفه بالتصريحات.

يا دراجي، حين تعجز الألسنة عن مجاراة الإنجاز، تبدأ في صناعة “أعذار مبكرة”.
ولهذا لم يكن غريباً أن تُعلن منذ الآن عن “سوء حظ” البطولة…
فالخوف من نجاح المغرب صار واضحاً حتى في نبرة تعليقك.
لكن اسمح لي أن أطمئنك:
كأس إفريقيا لن تكون سيئة الحظ…
السيئ الحظ هو من سيتابع نسخة تنظمها دولة اعتادت أن تجعل الأحداث تتحدث بدلاً عنها.
وحين تُضاء الملاعب المغربية الحديثة، وتمتلئ المدرجات بجماهيرها، ويرى العالم تنظيماً يليق بالقارة…
ستكتشف أنت قبل غيرك أن كل ما قلته (أو بالأحرى ما أجبرت أن تقوله) كان مجرد محاولة استباقية للهروب من الحقيقة.
المغرب لا يحتاج إلى شهادتك…
والبطولة لا تنتظر رضاك…
والإنجاز لا يستأذن من أحد كي يفرض نفسه.
- كاتب وصحافي مغربي

التعاليق (0)