درون مغربية تُفشل توغلاً جديداً للبوليساريو: شاهد لحظة احتراق عربة عسكرية شرق الجدار الأمني بالصحراء في التفاصيل، شهدت المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني بالصحراء المغربية ليلة أمس الخميس، عملية نوعية نفذتها طائرة مسيّرة مغربية (درون)، استهدفت بدقة متناهية عربة عسكرية تابعة لميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، كانت تحاول التسلل خلسة نحو مواقع القوات المسلحة الملكية.
ووثق مقطع فيديو، تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، اللحظة التي أصابت فيها الدرون المغربية المركبة العسكرية، ما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران فيها بالكامل، في مشهد يؤكد مجدداً الجاهزية العالية واليقظة التامة للقوات المسلحة الملكية، وقدرتها على رصد ومواجهة أي تحركات مشبوهة داخل المنطقة العازلة.
وتبرز هذه العملية المتقنة، التي لم تكن الأولى من نوعها، مدى التفوق التقني والعسكري الذي باتت تمتلكه القوات المغربية، خصوصاً من خلال اعتمادها على الطائرات المسيّرة القتالية، والتي سبق أن نفذت سلسلة من الضربات الناجحة والدقيقة ضد أهداف تابعة للبوليساريو في المنطقة العازلة. هذه العمليات أفشلت مراراً محاولات التسلل التي تقوم بها عناصر الجبهة، ما يعكس – بحسب خبراء عسكريين – افتقار القيادة الانفصالية لأي رؤية عسكرية واقعية، وإصرارها على إرسال مقاتليها في مهام انتحارية لا طائل منها.
وفي تحليلات متقاطعة، اعتبر محللون عسكريون أن هذا التوغل الفاشل الجديد يعكس ما وصفوه بـ”الغباء الاستراتيجي” المتجذر داخل القيادة الانفصالية، التي ما زالت تراهن على مغامرات عسكرية خاسرة، لتحقيق مكاسب ميدانية وهمية، في وقت أصبحت فيه السيطرة المغربية على أقاليمها الجنوبية أمراً واقعاً على الأرض، تثبته التحركات العسكرية والدبلوماسية على حد سواء.
وفي السياق ذاته، يؤكد متخصصون في الشأن الجيوسياسي أن التفوق المغربي لا يقتصر على الميدان العسكري فحسب، بل يمتد إلى الساحة الدولية، حيث تواصل الرباط حصد الدعم المتزايد لمبادرتها الخاصة بالحكم الذاتي، كحل جاد وواقعي لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء. وقد ساهم هذا المسار في تهميش أطروحات البوليساريو، التي لم تعد تحظى إلا بدعم محدود، في ظل تغير واضح في مواقف العديد من الدول المؤثرة.
ويرى المتابعون أن مواصلة البوليساريو نهجها التصعيدي في المنطقة العازلة، لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلتها السياسية، وتسريع وتيرة تفككها الداخلي، مقابل صعود المغرب كقوة إقليمية فاعلة تفرض احترامها، بفضل حنكته الدبلوماسية وتفوقه العسكري الميداني.
التعاليق (0)