صنصال يزلزل النظام الجزائري: “اعتقلوني انتقاماً لموقف فرنسا من مغربية الصحراء!”

بوعلام صنصال مختارات بوعلام صنصال

في إطلالة تلفزيونية، اتهم الكاتب الجزائري بوعلام صنصال النظام باختطافه انتقامًا من موقفه المؤيد لمغربية الصحراء واعتراف فرنسا به. كشف صنصال عن تفاصيل احتجازه القاسية وخوفه على عائلته. يمثل هذا الاعتراف فضيحة للنظام الجزائري، الذي اختار الترهيب بدلًا من الشفافية، مما جعل القضية قضية دولية.

في إطلالة تلفزيونية هي الأولى له بعد الإفراج عنه بعفو رئاسي يوم 12 نونبر، خرج الكاتب الجزائري الشهير بوعلام صنصال عن صمته المعتاد، ليقدم تفاصيل صادمة ومباشرة بشأن اختطافه داخل المطار لحظة وصوله إلى الجزائر. هذا الكشف يمثل ضربة قوية للرواية الرسمية الجزائرية، خاصة في سياق التوترات الإقليمية الحالية.

عملية الاختطاف والاعتراف الصادم

لم يكتفِ صنصال بسرد وقائع اختطافه داخل المطار، بل مضى ليسمّي الأمور بأسمائها بجرأة غير مسبوقة. حيث أكد أن النظام الجزائري استهدفه مباشرة لأنه تجرأ على التعبير عن مواقف تخالف الخطاب الرسمي السائد، ولأن العاصمة الفرنسية، عبر الرئيس إيمانويل ماكرون، كانت قد اعترفت بـ مغربية الصحراء.

وفي هذا السياق، أوضح صنصال أن الانتقام منه كان أسهل وسيلة للجنرالات بدلاً من مواجهة الحقيقة الدبلوماسية التي فرضتها باريس. وبذلك، ربط الكاتب الجزائري مصيره الشخصي بشكل مباشر بأحد الملفات الحساسة والحاسمة في المنطقة.

تفاصيل الاحتجاز وظروف السجن القاسية

وتحدث الكاتب، البالغ من العمر 81 عاماً، بتفاصيل صادمة عن ظروف احتجازه في الجزائر عام 2024. ففور وصوله المطار، تعرض لاحتجاز غامض حيث وُضع كيس على رأسه ولم يعرف مكان وجوده لمدة ستة أيام متواصلة.

كما وصف صنصال الحياة في السجن بـ “القاسية”، مؤكداً أن الوقت فيها “يمر ببطء شديد”. وأشار إلى أنه عاش خلال فترة اعتقاله لحظات “إرهاق وإحساس بالاختناق”.

هاجس الخوف على العائلة

وفي سياق القلق الذي يواجه الكاتب، أعرب صنصال عن خشيته الكبيرة على أسرته. فقد أوضح أنه يتردد في التفكير بالعودة إلى الجزائر برفقة زوجته، خوفاً من تعرضها هي الأخرى للاعتقال أو التضييق.

تحليل: فضيحة تهز “حسابات الجنرالات”

يُعد هذا الاعتراف العلني إرباكاً حقيقياً لحسابات القيادة الجزائرية، التي اختارت، حسب صنصال، أسلوب الترهيب وتكميم الأفواه كاستجابة مفضلة لديها بدلاً من التعامل بشفافية مع الحقائق المستجدة على الساحة الدولية.

لكن المفارقة التي يكشفها هذا الحدث هي أن محاولة النظام إسكات صوت صنصال أدت إلى نتيجة عكسية تماماً: تحولت القضية إلى فضيحة دولية، ومنحت صوت الكاتب قوة وانتشاراً أكبر بكثير مما كان يخشاه النظام نفسه. هذا يبرز أن في زمن تتغير فيه موازين القوى الإعلامية بسرعة، أصبح الخوف يسكن صانعيه، وصوت كاتب واحد قادر على فضح نظام كامل حين يكون مبنياً على الوهم والتعتيم.

إن إفادات صنصال هي بمثابة مرآة تعكس الضغط الداخلي والخارجي الذي يواجه النظام الجزائري، وتؤكد أن الحقائق، مهما حاولوا تكميمها، تجد طريقها للكشف عن المستور.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً