كأس العرب يكشف الحقيقة: هل يملك السكتيوي فكراً تدريبياً أم مجرد اسم؟

كأس العرب ـ طارق السكتيوي رياضة كأس العرب ـ طارق السكتيوي

تُظهر بطولة كأس العرب 2025 أن مستوى المنافسة تجاوز بكثير ما اعتدنا عليه في بطولة الشان. فالأسماء المشاركة أقوى، والمدربون أكثر خبرة، واللاعبون ينتمون لدوريات عربية ذات مستوى فني وبدني مرتفع. من هنا، لم تعد البطولة مجرد منافسة للاعبين المحليين، بل أصبحت اختباراً حقيقياً للمدربين قبل اللاعبين.

وسط هذا السياق، يدخل طارق السكتيوي تحدياً خاصاً لا يتعلق فقط بتمثيل المغرب، بل بإثبات قيمته التدريبية عندما يصبح التكتيك أهم من جودة الأسماء.

كأس العرب… مستوى أعلى من الشان

بطولة الشان تعتمد أساساً على لاعبين محليين محدودين من حيث الاحتكاك القاري، بينما تضم كأس العرب اليوم لاعبين محترفين، ومدربين أصحاب تجارب كبيرة، بالإضافة إلى تنوع لافت في المدارس الكروية بين شمال إفريقيا والخليج وآسيا. هذا يجعل الفارق الفني واضحاً، ويضع المدرب في الواجهة، لأن الفارق لم يعد في المهارات الفردية، بل في المنظومات التكتيكية.

في ظل هذا المعطى، المنتخب المغربي لا يملك تفوقاً فردياً واضحاً مقارنة بمنتخبات أخرى تشارك بلاعبين ذوي حس تنافسي أعلى، ما يجعل نجاحه مرتبطاً أساساً بعمل المدرب.

السكتيوي أمام اختبار تكتيكي وليس فردي

عندما يمتلك المدرب لاعبين كباراً يمكن للاعب الموهوب أن يخفي أخطاء المدرب داخل الملعب، من خلال حلول فردية. لكن عندما تكون جودة اللاعبين متوسطة، تصبح الأفكار التكتيكية هي السلاح الوحيد لكسب المباريات.

السكتيوي اليوم مطالب بصناعة الفارق من خلال:

  • بناء منظومة جماعية تتحرك ككتلة واحدة.
  • إيجاد حلول تكتيكية تعوض محدودية المهارات الفردية.
  • تحسين التمركز داخل الملعب، بدل الاعتماد على المبادرات الفردية.

بمعنى أدق، لا يمكن للمنتخب أن يفوز بموهبته، بل بنظام لعب واضح.

أين فشل المغرب تكتيكياً حتى الآن؟

لا يمكن تجاهل أن المنتخب المغربي قدم أداءً ضعيفاً في أول مباراتين، بسبب عدة أخطاء تكتيكية واضحة، أهمها:

  • تباعد خطوط اللعب مما يمنع الفريق من اللعب ككتلة واحدة.
  • ضعف في التنشيط الهجومي في الثلث الأخير نتيجة غياب الكثافة العددية والتحركات السليمة.
  • عدم القدرة على تطبيق الضغط العكسي أو العالي، ما يسهل خروج الخصوم بالكرة.
  • اختيار عناصر بشرية غير متوازنة، أثرت سلباً على الانسجام داخل المنظومة.

هذه المشاكل جعلت بعض اللاعبين يظهرون بشكل ضعيف، ليس لأن مستواهم سيئ، بل لأن طريقة اللعب لا تساعدهم.

تجاوز الماضي أفضل من الغرق فيه

العودة للحديث عن اختيارات السكتيوي أو عن لائحة اللاعبين لن يفيد في شيء. القائمة أصبحت واقعاً، والوقت المتبقي يجب أن يخصص لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وليس لإعادة النقاش حول ما انتهى.

الفرصة ما زالت قائمة لإعادة الهيبة

رغم البداية السيئة، لم يفشل السكتيوي بعد في المنافسة على اللقب. لا يزال بإمكانه تعديل:

  • التوازن داخل التشكيلة الأساسية.
  • التحولات بين الدفاع والهجوم.
  • ديناميكية اللعب الجماعي.
  • الهوية التكتيكية للمنتخب.

بمعنى واحد، البطولة لم تنته، والكرة الآن في ملعب المدرب وليس اللاعبين.

كأس العرب لا تكشف قوة اللاعبين بقدر ما تكشف قدرة المدربين على صناعة فريق منسجم. هذه البطولة ستجيب عن سؤال واحد: هل يملك السكتيوي مشروعاً تدريبياً حقيقياً، أم أنه مجرد اسم كروي دون بصمة واضحة؟
الجماهير المغربية لا تنتظر الأعذار، بل تنتظر منتخباً يعبر عن قيم الكرة المغربية ويعيد إليها هيبتها.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. مصطفى غلفان -

    ما شاء الله صحافيون يصبحون متخصصين في كرة القدم ويحاكمون غيرهم(السكيتوي) لمجرد انه تعادل مع عمان. من يدفعكم الى الهجوم عليه؟ الم تفهموا انه لم تعد هناك فرق ضعيفة واخرى قوية؟ ام هل موضة النقد في كل اتجاه… نحن ظواهر صوتية خطابية ننشيء الكلام فقط. للاسف