يدخل المنتخب المغربي الرديف نهائي كأس العرب أمام نظيره الأردني وهو محمّل بآمال جماهيرية كبيرة، لا تتعلق فقط بالتتويج بل بتأكيد المسار التصاعدي لكرة القدم الوطنية، وقدرتها على إنتاج منتخبات تنافسية في مختلف الفئات. مباراة الغد، التي ستُجرى على أرضية ملعب لوسيل بالدوحة، لا تختزل في 90 دقيقة، بل تمثل مواجهة متعددة الأبعاد: فنية، ذهنية، ورمزية.
الاستعدادات الأخيرة… تركيز على التفاصيل لا غير
اختتمت النخبة الوطنية، اليوم الأربعاء، تحضيراتها للمباراة النهائية بحصة تدريبية أخيرة ركز خلالها المدرب طارق السكتيوي على وضع اللمسات النهائية، دون تغييرات جذرية في النهج أو الخيارات. الأجواء داخل المعسكر تعكس تركيزًا عاليًا ووعيًا بحجم المسؤولية، خاصة أن هذا المنتخب شق طريقه إلى النهائي في ظرف زمني وجيز، وبمجموعة لم يسبق لها الاشتغال معًا لفترة طويلة.
نهائي بطابع خاص… حين يلتقي الإطار الوطني بالإطار الوطني
اللافت في هذا النهائي هو البعد الإنساني والمهني الذي يرافقه، بحكم وجود جمال السلامي على رأس العارضة التقنية للمنتخب الأردني. السلامي حرص، خلال الندوة الصحفية، على توضيح موقفه بشكل صريح، مؤكدًا أن انتماءه للمغرب وتكوينه الكروي مغربيان، وأن مسيرته الحالية هي امتداد لهذا التكوين، دون أن يمس ذلك بإخلاصه الكامل لمهمته مع الأردن.
تصريحات السلامي حملت إشادة واضحة بالكفاءة المغربية، معتبرًا أن ما تحققه الأطر الوطنية اليوم هو نتيجة طبيعية للثقة التي بدأت تُمنح لها داخل المغرب وخارجه، وهو ما يعكس تحولًا نوعيًا في نظرة الكرة العربية والإفريقية للمدرب المغربي.
السكتيوي… طموح حاضر ورؤية هادئة
من جهته، تعامل طارق السكتيوي مع هذه المعطيات ببرودة أعصاب وثقة محسوبة. لم ينخرط في منطق الأفضلية أو الأحقية، لكنه شدد على أن لاعبيه في حاجة حقيقية لهذا اللقب، لأسباب يفضل الاحتفاظ بها داخل المجموعة واستثمارها كدافع تحفيزي.
السكتيوي أبدى احترامًا كبيرًا للمنتخب الأردني، مشيرًا إلى انسجامه واستقراره، وإلى قيمة مدربه الذي يعرف جيدًا تفاصيل الكرة المغربية، ما يفرض، حسب قوله، أعلى درجات التركيز والانضباط.
رسائل متبادلة واحترام متبادل
الندوة الصحفية التي سبقت النهائي كشفت عن مستوى عالٍ من الاحترام بين المدربين، حيث لم يتردد السلامي في اعتبار السكتيوي مدربًا مستقبليًا للمنتخب المغربي الأول، مستندًا إلى مساره وإنجازاته الأخيرة، سواء في الألعاب الأولمبية أو مع المنتخبات الوطنية.
السكتيوي بدوره رد بإشادة مماثلة، معتبرًا أن ما بلغه الإطار الوطني المغربي اليوم هو تشريف للجميع، وأن هذا التراكم لا يمكن إلا أن يخدم الكرة الوطنية على المدى المتوسط والبعيد.
اللاعبون… وعي بالرهان وتركيز على الهدف
على مستوى اللاعبين، طغى خطاب الواقعية والتركيز. أمين زحزوح تحدث عن ضرورة الحفاظ على نفس النسق الذهني الذي طبع المباريات السابقة، مؤكدًا أن المجموعة باتت معتادة على أجواء النهائيات، وأن الهدف واضح: إسعاد الجماهير والتتويج بلقب كأس العرب نسخة 2025.
أسامة طنان بدوره شدد على صعوبة المواجهة أمام منتخب منظم وواقعي مثل الأردن، مشيرًا إلى أن المجموعة عازمة على تقديم أقصى ما لديها، بروح قتالية عالية وإيمان بقدرتها على الحسم.
التحكيم تحت المجهر… وذكريات لا تُنسى
أعلنت “فيفا” تعيين الحكم السويدي غلين نيبيرغ لقيادة المباراة، وهو اسم لا يمر مرور الكرام لدى الجماهير المغربية، بالنظر إلى سوابقه التحكيمية في مباريات أولمبية شهدت جدلًا واسعًا حين أدار سابقا مباراة المنتخب المغربي الأولمبي أمام الأرجنتين في أولمبياد باريس، عندما أضاف 15 دقيقة كاملة كوقت بدل ضائع، ورغم ذلك، يبقى الرهان الأساسي داخل الملعب، حيث يُنتظر من المنتخب المغربي التركيز على الأداء وتفادي الانجرار لأي مؤثرات خارجية.
نهائي كأس العرب بين المغرب والأردن ليس مجرد مباراة على لقب، بل محطة تقييم حقيقية لمدى نضج هذا المنتخب الرديف، وقدرته على التعامل مع الضغط والرهانات الكبرى. بين طموح مشروع، واحترام متبادل، واستعداد ذهني عالٍ، يدخل “أسود الأطلس” هذه المواجهة وعينهم على الكأس، وعقلهم على التفاصيل… وهي غالبًا ما تصنع الفارق في النهائيات.
موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب:
يواجه المنتخب المغربي الرديف نظيره الأردني، غدًا الخميس، على أرضية ملعب “لوسيل” بالعاصمة القطرية الدوحة، انطلاقًا من الساعة الخامسة مساءً (17:00 غرينيتش +1)، في نهائي يُرتقب أن يُحسم على تفاصيل صغيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)