أكثر من مجرد مدرب.. كيف تحول الركراكي إلى “أخطر مفاوض” في تاريخ المنتخب المغربي؟

وليد الركراكي والمنتخب المغربي رياضة وليد الركراكي والمنتخب المغربي

يتناول المقال دور وليد الركراكي كـ "أخطر مفاوض" في المنتخب المغربي، متجاوزاً دوره كمدرب. يركز المقال على نجاحه في استقطاب المواهب مزدوجة الجنسية، مشيراً إلى استراتيجيته المزدوجة (النجوم الجاهزة والفئات السنية). يسلط الضوء على قائمة اللاعبين الجدد الموهوبين (دياز، الخنوس، بنصغير، إلخ) الذين اختاروا المغرب على منتخبات أوروبية كبرى، مؤكداً أن هذا الإرث يضمن للمغرب خزاناً بشرياً واعداً.

عندما نتحدث عن حقبة الناخب الوطني وليد الركراكي، تذهب الأذهان تلقائياً إلى ملحمة قطر 2022، أو تتجه النقاشات لتحليل النتائج الآنية للمباريات، سواء كانت إيجابية أو متعثرة. ولكن، إذا جردنا هذه الفترة من “لغة الأرقام” والنتائج الصرفة، سنجد أن هناك انتصاراً آخر يتحقق في الظل، لا يقل أهمية عن الفوز في الميدان: إنه الانتصار في معركة استقطاب المواهب.

الركراكي.. “المفاوض” قبل المدرب

لعل السمة الأبرز التي ستحفظها ذاكرة الكرة الوطنية لهذه المرحلة هي الطفرة غير المسبوقة في أعداد اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين اختاروا قميص “أسود الأطلس”. لم يعد الأمر مجرد صدفة أو رغبة تلقائية من اللاعبين فحسب، بل هو نتاج عمل “كواليس” ضخم ومباشر يقوده الركراكي بنفسه.

لقد أثبت وليد أنه يمتلك قدرة إقناع استثنائية، متجاوزاً دور المدرب الفني ليلعب دور “المدير الرياضي” المحنك. وقد سبق للناخب الوطني أن أشار بوضوح -وفي أكثر من مناسبة- إلى هذا الجهد، مادحاً العمل الذي يقوم به لضمان ولاء أجود المواهب المغربية في أوروبا، وهو “مدح للنفس” يبدو مبرراً تماماً أمام ما نراه من أسماء وازنة التحقت بالركب.

استراتيجية مزدوجة: الحاضر والمستقبل

الذكاء في تحركات الركراكي يكمن في تنوع استراتيجيته؛ فهو لا يركز فقط على “النجوم الجاهزين”، بل يعمل بخطين متوازيين:

  1. المسار المباشر للمنتخب الأول: وخير مثال على ذلك براهيم دياز، الذي كان استقطابه بمثابة “ضربة معلم” أنهت مسلسلاً طويلاً من الترقب، بالإضافة إلى أسماء فرضت نفسها بقوة فور وصولها.
  2. التدرج عبر الفئات السنية: وهذه هي السياسة الجديدة التي تضمن الاستدامة، حيث نجح الركراكي وبالتنسيق مع الجامعة في إقناع مواهب باللعب للمنتخبات الأولمبية أو الشباب كبوابة للمنتخب الأول، مما يمنحهم وقتاً للتأقلم ويجهزهم لحمل المشعل مستقبلاً.

ترسانة من المواهب.. الحصيلة تتحدث

إذا استعرضنا “قائمة الركراكي” من الوافدين الجدد أو الذين تم تثبيتهم، سنجد أننا أمام جيل كامل من المواهب التي كانت محط أطماع منتخبات أوروبية عريقة (إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا..). القائمة تطول وتتنوع مراكزها:

  • في صناعة اللعب والهجوم: لا يمكن تجاهل الموهبة الفذة بلال الخنوس، والمهارة العالية لـ إلياس بنصغير الذي يعتبر مكسباً هائلاً للمستقبل، بجانب أمين عدلي، أنس الزروري، والموهوب شمس الدين الطالبي.
  • في خط الوسط: برزت أسماء واعدة جداً مثل أمير ريتشاردسون، نايل العيناوي، ورضا بلحيان الذي يقدم مستويات لافتة.
  • في الجهة اليسرى: ظهر اسم أنس صلاح الدين الذي التحق بالمنتخب المغربي وخاض مبارتين فقط، حيث ترك انطباعا جيدا نظير المستوى الكبير الذي قدمه في المواجهتين الوديتين أمام المونميق وأوغندا.
أنس صلاح الدين/ المصدر: حساب الجامعة على x

خلاصة القول بصرف النظر عن تقييمنا للأداء التكتيكي في بعض المباريات، يجب أن نعترف للركراكي بنجاحه الباهر في ملف “المزدوجي الجنسية”. هذا العمل المباشر والكبير الذي يدور خلف الأبواب المغلقة، هو الذي يضمن للمنتخب المغربي خزاناً بشرياً لا ينضب لسنوات قادمة.

إن “إرث الركراكي” الحقيقي قد لا يكون فقط في الوصول لنصف نهائي المونديال، بل في تكوينه لمنتخب يعج بمواهب شابة عالمية المستوى، اختارت المغرب عن قناعة ومشروع رياضي طموح.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً