لامين يامال يمثل مثالاً لقسوة الجماهير في كرة القدم. المقال ينتقد التعامل القاسي مع اللاعبين المغاربة، سواء اختاروا المغرب أو غيره. يُبرز المقال تجارب حكيم زياش، إبراهيم دياز، ويوسف النصيري، مشيراً إلى التنمر والتعصب الذي يقتل الانتماء. الخلاصة: المشكلة ليست في اختيار اللاعب، بل في البيئة السلبية التي تفتقر للرحمة.
البعض منّا، يا سيدي، قالوا إن لامين يامال “غلط” في حق نفسه وحق الوطن باختياره إسبانيا، خاصة بعد موجة الانتقادات التي تعرض لها هناك مؤخرا والتي وصفوها بـ”العنصرية”. وهذا يطرح سؤالاً قاسياً علينا جميعاً: هل نسينا بسرعة ماذا فعلنا نحن مع نجوم اختارونا؟
هل نسينا الضغط الرهيب الذي تعرض له حكيم زياش في فترات صعبة؟ هل نسينا كيف تعاملنا مع قصة إبراهيم دياز وكيف أثقلنا عليه باللوم والاتهامات قبل أن يرتدي القميص؟
المشكلة ليست في اختيار لامين يامال لإسبانيا، بل في البيئة التي يهرب منها! نحن نلومه على هروبه من قسوة، ونحن من صنع هذه القسوة بامتياز.
في الكُرة، لا “رحمة” حتى لأبناء الدار!
راه حتى اللي كيختار المغرب، ما كيعقلوش عليه! هذه هي الخلاصة الموجعة. في عالم كرة القدم، لا توجد “رحمة” ولا “تجاوز”، ولا حصانة ضد النقد والسب. يكفيك أن ترتكب “خطأً” في مباراة واحدة، أو أن تكون “ناقصاً” في مستوى اللياقة، حتى يتحول الاحتفاء بك إلى حملة “تنمر” وسخرية لاذعة.
شوفو غير يوسف النصيري! يوسف ولدنا، وولد فاس، وهداف المنتخب، ورغم كل ذلك، كمّ التنمر والسخرية الذي يتعرض له لا يصدّق! هذا دليل على أن العاطفة تنتهي صافرة الحكم، والولاء يذوب أمام نتيجة سلبية.
اليوم أنت بطل قومي، وغداً قد تصبح “العائق” الأكبر في طريق المنتخب، وأكبر عدو للجماهير. هذه هي قسوة اللعبة.
التعصب يقتل الانتماء.. درس بلهندة لم يُستوعب
المأساة الحقيقية تبدأ عندما يدخل في الموضوع “التعصب” الرياضي ويختلط بالانتماء، فنخرج من دائرة النقد الفني إلى دائرة التجاوزات الشخصية المؤذية.
هذه ليست قصة جديدة، بل هي حلقة مفرغة نعيشها منذ أجيال. تذكّروا جيل مهدي بن عطية؛ كم من لاعب مهم اختار المغرب عن قناعة، وتعرض لحملات معادية ظالمة؟ على رأسهم يونس بلهندة! لقد تعرض لسنوات من النقد القاسي الذي كان يتجاوز الحدود الرياضية.
وصولاً لجيل حكيم زياش… الأمر يتكرر.
يعني بوضوح: ما يعيشه لامين لامين يامال اليوم، كان ربما سيعيشه معنا ولكن بطريقة مختلفة وربما أشد قسوة.
السؤال ليس لماذا اختار لامين يامال الهروب، بل: ماذا فعلنا لنجعل اللاعب الذي يملك “خيارين” يشعر بالندم إن اختارنا؟

التعاليق (0)