في تدخل لافت خلال حفل الشراكة بين شركة المياه المعدنية “والماس” والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أطلق فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تصريحات قوية حول مكانة اللاعبين المغاربة في المشهد العالمي.
وأكد لقجع أن أشرف حكيمي يبقى “الأفضل عالمياً” رغم حصوله على المركز السادس في جائزة الكرة الذهبية، كما اعتبر ياسين بونو “أفضل حارس في العالم” برغم احتلاله المرتبة الخامسة في فئت
الأهم في تصريح فوزي لقجع كان توجيهه رسالة مزدوجة: الأولى للمؤسسات العالمية المسؤولة عن الجوائز الفردية، والثانية للكونفدرالية الإفريقية ممثلة في الأمين العام، مطالباً بـ”احترام المنطق مستقبلاً” في توزيع هذه التكريمات.

خلفيات التصريح: سياق أوسع من مجرد دفاع عن اللاعبين
1. الإحباط من التجاهل المنهجي
يأتي تصريح فوزي لقجع في سياق تاريخ طويل من التهميش الذي تتعرض له المواهب الإفريقية والعربية في الجوائز العالمية. فرغم الأداء الاستثنائي للاعبي المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، والوصول التاريخي لنصف النهائي، لم يحصل أي منهم على تقدير يتناسب مع هذا الإنجاز.
2. التوقيت الاستراتيجي للرسالة
اختار لقجع توقيتاً مدروساً لتصريحه، حيث جاء خلال حدث رسمي بحضور ممثلين من الكونفدرالية الإفريقية. هذا التوقيت يشير إلى رغبة في إرسال رسالة مؤسسية واضحة وليس مجرد انفعال شخصي.
3. الرسالة المزدوجة: عالمياً وإفريقياً
عندما طالب لقجع بـ”احترام المنطق” في الجوائز العالمية، ثم وجه نفس المطالبة للأمين العام لـ”الكاف”، كان يشير إلى مشكلة أعمق: غياب الموضوعية في معايير التقييم على المستويين العالمي والقاري.

فك شيفرة عبارة “المنطق يجب أن يُحترم”
المقصود بـ”المنطق” في السياق العالمي:
- الأداء الفعلي مقابل الشهرة: يشير لقجع إلى أن الجوائز تُمنح أحياناً بناءً على الشعبية والأندية الكبيرة وليس الأداء الفعلي.
- التحيز الجغرافي: وجود تفضيل واضح للاعبين الأوروبيين والأمريكيين اللاتينيين على حساب الأفارقة والعرب.
- السرديات الإعلامية: تأثير الماكينة الإعلامية الأوروبية في توجيه الرأي العام وبالتالي التصويت.
المقصود بـ”المنطق” في السياق الإفريقي:
خطاب لقجع للأمين العام لـ”الكاف” لا يقل أهمية، ويحمل عدة رسائل:
- ضرورة دعم المواهب الإفريقية: مطالبة الاتحاد الإفريقي بلعب دور أكثر فعالية في الترويج لنجومه.
- إصلاح معايير جوائز الكاف: إشارة إلى وجود خلل في آليات اختيار أفضل لاعب إفريقي.
- التنسيق الاستراتيجي: الحاجة لتحالف إفريقي لمواجهة التهميش العالمي.
البعد الاستراتيجي: فوزي لقجع كمحرك للتغيير
عند تحليل تصريحات فوزي لقجع، يمكن أن يُنظر إليها على أنها أكثر من مجرد رد فعل عاطفي. فبصفته عضوًا مؤثرًا في كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، قد يكون لقجع يستغل مكانته لإثارة قضايا جوهرية حول عدالة التقييم في كرة القدم العالمية.
كما يمكن اعتبار تصريحاته محاولة لبناء سردية مضادة تتحدى هيمنة المؤسسات الأوروبية على الجوائز الفردية، مما قد يمهد الطريق لحملة طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق تقدير أكبر للمواهب الإفريقية والعربية.
هذا التوجه يُظهر بعدًا استراتيجيًا في خطابه، يتجاوز كونه مجرد دفاع عن لاعبين، ليصبح جزءًا من مسعى للتأثير على معايير التقييم في السنوات المقبلة.
التأثيرات المحتملة والتحديات
الإيجابيات:
- رفع الوعي: تسليط الضوء على قضية التحيز في الجوائز الرياضية.
- تعبئة الرأي العام: خلق حالة من التضامن الإفريقي والعربي.
- الضغط المؤسسي: استخدام المناصب الرسمية للتأثير على صناع القرار.
التحديات:
- خطر التصعيد: احتمالية تفسير التصريحات كهجوم على مؤسسات دولية
- ردود الأفعال السلبية: إمكانية انتقاد لقجع بتسييس الرياضة
- الحاجة للنتائج الملموسة: ضرورة ترجمة الكلام إلى إجراءات فعلية
خلاصة: نحو إعادة تعريف معايير التميز
تصريح فوزي لقجع يتجاوز كونه دفاعاً عن لاعبين مغربيين، ليصبح خطوة نحو طرح قضية أوسع تتعلق بآليات التقييم في كرة القدم العالمية. الرسالة واضحة: هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في المعايير الحالية، والابتعاد عن الأحكام المسبقة والتحيزات الجغرافية، والاعتماد على مقاييس موضوعية تعكس الأداء الفعلي للاعبين بغض النظر عن جنسيتهم أو القارة التي ينتمون إليها.
النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب ما هو أكثر من التصريحات، بل يحتاج إلى عمل مؤسسي وضغط استراتيجي منظم، وهو ما يبدو أن لقجع يسعى إليه من خلال كلماته المحسوبة والمدروسة.
التعاليق (0)