في مقال محمد واموسي، يحلل الكاتب تصويت مجلس الأمن لصالح قرار يؤكد الحكم الذاتي للصحراء المغربية. يرى الكاتب أن التصويت صفعة للجزائر، التي خسرت الرهان بسبب فشل مشروعها الانفصالي، وتخلي حلفائها عنها. يعتبر الكاتب أن المغرب انتصر بالواقعية، بينما الجزائر غرقت في الضجيج والمكابرة، وأصبحت شعاراتها مجرد أصداء.
بقلم: محمد واموسي
صوّت 11 عضوًا في مجلس الأمن من أصل 15 لصالح قرار يؤكد أن الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق
نتيجة التصويت وضعت حدًا لأي أوهام حول “استفتاء” لم يعد أحد يؤمن بإمكانيته سوى من يعيش خارج منطق الزمن.
الرسالة كانت واضحة ومباشرة.. العالم يتعامل مع المغرب كصاحب مشروع واقعي ورؤية عملية، بينما تركت جبهة صعاليك تندوف ومن يقف خلفها في مهب الريح .
حتى شركاء الجزائر التقليديون روسيا، الصين، وباكستان اختاروا الحياد وامتنعوا عن التصويت، في موقف يعكس تراجع الثقة في الأوهام الجزائرية التي ظلت تبيع للعالم “حق تقرير المصير” دون أن تحدد لمن ولأي غاية.
حتى الجزائر نفسها، فضّلت ألا تصوّت في خطوة تعكس ارتباكا غير مسبوق، لأنها تعلم مسبقا أن معارضتها ستذهب في مهب الريح.
إنها المفارقة التي تلخّص مأزق الدبلوماسية الجزائرية اليوم.. رغبة في المواجهة دون القدرة على تحمّل نتائجها.
الجزائر، التي لطالما اعتادت أن تكون صانعة المشاكل الإقليمية، وجدت نفسها فجأة حليفة للهواء الطلق، وسط قفز الحلفاء الواحد تلو الآخر إلى صف المغرب.
فجأة، كل الشعارات الرنانة عن “الشعب الصحراوي” و”تقرير المصير” صارت أصواتًا في الفراغ، صدى لا يسمعه أحد إلا هي نفسها
القرار الأممي الذي أجازه مجلس الأمن ليس فقط انتصارًا للموقف المغربي فقط، بل أيضًا صفعة سياسية موجعة لحكام الجزائر ، الذين أنفقوا عقودًا من الزمن وميزانيات ضخمة على مشروع انفصالي تخريبي فقد بوصلته.
العالم تغيّر، ومعه تبدلت أولويات القوى الكبرى..الاستقرار، الشراكات الاقتصادية، ومصداقية الدول باتت أكثر أهمية من الشعارات القديمة التي لم تُثمر سوى عزلة.
المغرب كسب اليوم المعركة بالهدوء والعقلانية والواقعية، بينما خسرت الجزائر الرهان بالضجيج والمكابرة.
وبين من يقدم الحلول ومن يزرع العراقيل، لم يكن غريبًا أن يميل مجلس الأمن إلى من يملك مشروعًا قابلًا للحياة.
- صِحافيٌ و إعلاميٌ مغربي

التعاليق (0)