تشهد منظومة النقل في المغرب تحوّلًا لافتًا مع دخول “القطارات الجهوية السريعة” إلى الخدمة في عدد من الجهات الكبرى، مثل الدار البيضاء، الرباط، ومراكش.
ورغم أهمية هذا التحوّل، لا يزال المفهوم غامضًا لدى شريحة واسعة من المواطنين، حيث يخلط البعض بين هذا النوع من القطارات وبين وسائل نقل أخرى كالحافلات، الترامواي أو حتى المترو غير أن هذه القطارات تمثل نقلة نوعية في ربط مراكز المدن بضواحيها، من حيث السرعة، الانتظام، والراحة.
القطارات الجهوية السريعة، كما يوحي اسمها، صممت لتلبية حاجيات التنقل داخل الجهة نفسها، وليس بين المدن الكبرى. فهي تعتمد على عدد محدود من التوقفات في محطات رئيسية، وتوفر وتيرة سير مرتفعة تتيح للركاب التنقل بسرعة وكفاءة.
في جهة الرباط والدار البيضاء، تصل وتيرة القطارات إلى واحدة كل 15 دقيقة، وهو رقم يضع هذا النمط في مصاف خدمات المترو من حيث التكرار، دون التضحية بجودة السفر.
أما في مراكش، فتصل الوتيرة إلى قطار كل 30 دقيقة، ما يضمن ربطًا مستمرًا بين الأحياء والمراكز الحيوية.
وما يجعل هذا النموذج مميزًا هو الجمع بين راحة القطار وفعالية النقل الحضري حيث بخلاف الحافلات، التي تعاني من الازدحام وتوقفات متعددة في كل حي تقريبًا، فإن القطارات الجهوية السريعة تسير فوق سكك حديدية مخصصة، ما يضمن انتظام الرحلات ودقة المواعيد.
التعاليق (0)