في مقال "الحرب الرقمية الصامتة" يوضح استهداف صورة المغرب على X. البيانات المسربة تُظهر هجمات على الملك محمد السادس والاتفاقيات الإبراهيمية من حسابات قطرية، بينما تدافع حسابات إسرائيلية عن المغرب. هذا الصراع الرقمي يحدث رغم العلاقات الدبلوماسية المستقرة بين المغرب وقطر، مما يطرح تساؤلات حول تأثيره على الرأي العام والدبلوماسية. المقال يحث على الوعي الرقمي لمواجهة حملات التضليل وحماية صورة المملكة.
شهد الفضاء الرقمي، وبالأخص منصة “X” (تويتر سابقاً)، تحولاً لافتاً إلى ساحة معركة غير تقليدية، حيث أصبحت صورة المغرب ومواقفه الإقليمية في مرمى الاستهداف الممنهج. المعطيات الأخيرة التي كشفت عنها المنصة نفسها حول مواقع أبرز الحسابات العربية المؤثرة تقدم خريطة واضحة لهذه المواجهة الرقمية الصامتة.
قطر وإسرائيل: جبهتان رقميتان متضادتان
تكشف البيانات المسربة عن مفارقة جوهرية في المشهد الرقمي:
- الاستهداف من الدوحة: تُظهر البيانات أن أغلب الوسائل والحسابات العربية التي تشن هجمات مباشرة على الملك محمد السادس أو تنتقد الاتفاقيات العربية الإسرائيلية (الاتفاق الإبراهيمي) تنطلق من قطر. هذا الخطاب الهجومي يندرج ضمن ما يُعرف بـ الحرب الهجينة الرقمية، مستخدماً أدوات تضليل متقدمة لاستهداف الرموز الوطنية والمشاريع الاستراتيجية للمملكة.
- الدفاع من تل أبيب: في المقابل، تشير التسريبات إلى أن أغلب الحسابات التي تتولى الدفاع عن المغرب وسياساته وإظهار صورته الإيجابية تتمركز في إسرائيل. هذا التباين يعكس مواجهة رقمية حادة ومقسمة بشكل جغرافي غير متوقع حول المواقف الإقليمية للمملكة.
المفارقة الدبلوماسية
ما يزيد الأمر تعقيداً هو أن هذا الصراع الرقمي المحتدم يحدث على الرغم من الحياد النسبي واستقرار العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وقطر. هذا التناقض يطرح تساؤلاً كبيراً حول كيفية انعكاس هذا السلوك الإعلامي والتحريضي الممول من جغرافيا معينة على الدبلوماسية الرسمية بين البلدين. فـ “السوشيال ميديا” لم تعد مجرد منصة للتعبير، بل تحولت إلى أداة ضغط مباشر على الرأي العام في صراعات غير معلنة.
ضرورة الوعي الرقمي
يؤكد الخبراء أن المغرب يواجه اليوم حملات منظمة تستخدم أدوات تضليل معقدة. الهدف لم يعد التأثير اللحظي، بل التأثير على المدى الطويل في الوعي الجمعي وتقويض الثقة في المؤسسات الوطنية.
لمواجهة هذا الواقع، يصبح تعزيز الوعي الرقمي لدى القارئ والمواطن المغربي خطوة أساسية وليست ترفاً. إن فهم مصادر الخطاب وهندسة الهجمات الرقمية هو الدرع الأول لحماية صورة المملكة ومصالحها الإقليمية والدولية من هذه الحروب الهجينة التي تدار خلف شاشات الهواتف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)