تشير التحليلات الجوية العميقة إلى أن منطقة شمال إفريقيا وحوض المتوسط قد تكون على موعد مع تحول جوي كبير خلال الأسابيع القادمة. ووفقاً لتقرير الخبير محمد الخطيب المتخصص في تتبع الأحوال الجوية، فإن شهر ديسمبر القادم قد يكون “الأبرد منذ سنوات”، مع سيناريوهات طقس تذكرنا بأعوام قاسية مثل عام 2010.
لكن ما الذي يقف وراء هذه التوقعات الكبيرة؟ الأمر يتعلق بحدث نادر يحدث الآن فوق القطب الشمالي.
انهيار الدوامة القطبية: المفتاح لفهم التحول
لب المشكلة يكمن في ما يُعرف بـ الدوامة القطبية الستراتوسفارية. هذه الدوامة هي حاجز من الرياح القوية يعمل كـ “سجن” لحبس الهواء البارد حول القطب. لكن التحليلات تؤكد تعرضها لـ “هجوم ثلاثي الموجات” (Wave 1 + Wave 2 + Wave 3) غير مسبوق في قوته وتوافقه بين النماذج العالمية.
ماذا يعني ذلك؟
هذا الهجوم يعطّل استقرار الدوامة القطبية، ويدفع بها نحو الانهيار أو الإزاحة القوية.
خرائط GFS الجوية تؤكد المؤشرات

تُظهر هذه الخريطة، الصادرة عن نموذج GFS (Global Forecast System) بتاريخ 17 نوفمبر 2025، حالة الغلاف الجوي المتوقعة بعد 360 ساعة (أي بعد 15 يومًا)، وهي تدعم بشكل مباشر سيناريو تدهور حالة الدوامة القطبية.
تحليل الدلالات الرئيسية من الخريطة:
- انهيار الحاجز القطبي (الرقم السالب): أهم مؤشر هو (u-mean 60N: -19 م/ث). الرقم **السالب** يعني أن الحاجز الذي يمنع تسرب الهواء البارد قد انهار أو عكست الرياح اتجاهها، وهو ما يفتح الباب أمام نزولات قطبية نحو خطوط العرض الأدنى.
- ظهور مرتفع جوي ضخم (الهجوم): تظهر الألوان **البرتقالية والحمراء** (الممثل للمرتفع الجوي الدافئ) بوضوح فوق شمال الأطلسي وغرب أوروبا. هذا المرتفع هو تجسيد لـ “الهجوم الثلاثي الموجات” الذي يضغط على الدوامة.
- انقسام ووهن الدوامة: نلاحظ أن مركز الضغط المنخفض (اللون الأزرق) أصبح **ممدودًا أو منقسمًا** وغير متماسك حول القطب، مما يؤكد مؤشرات **”الانهيار/الإزاحة القوية”** التي ذكرها الخبراء.
شمال إفريقيا في مواجهة التغيرات القطبية: 4 مؤشرات للتحول
تؤكد التحليلات (بما في ذلك تحليل ادمن عماد) أن الاضطراب سينزل تدريجياً نحو طبقات الطقس التي نعيش فيها (التروبوسفير)، مما يرفع من خطر الاضطرابات الجوية القوية في حوض المتوسط، ويدعم سيناريو ديسمبر البارد والقاسي.
| طبيعة التغير | التفاصيل (التأثيرات المتوقعة على المغرب، الجزائر، وتونس) |
|---|---|
| 1. موجات برد مبكرة | قد نكون على موعد مع موجات برد مبكرة وأشد من المعتاد، مما يجعل ديسمبر “الأبرد منذ سنوات”. |
| 2. عودة الأمطار المعتبرة | احتمال كبير لحدوث أمطار معتبرة بعد فترة جفاف طويلة، نتيجة تعمّق المنخفضات المتوسطية. |
| 3. تساقط الثلوج | تزايد احتمالية تساقط **الثلوج على المرتفعات الوسطى والشرقية** في المنطقة. |
| 4. تزايد الاضطرابات | ارتفاع احتمال **تعمّق المنخفضات** فوق البحر المتوسط، لتصبح أكثر قوة وتأثيراً، مصحوبة بنزولات قطبية محتملة. |
ضرورة المتابعة والتنبيه النهائي
يجمع الخبراء على أن ديسمبر قد يحمل “حدثاً بارداً كبيراً”، نظراً لأن أي تغير في ديناميكية القطب ينعكس على طقسنا بعد حوالي 10 إلى 20 يوماً. لذا، يجب متابعة تطورات هذا الانهيار الثلاثي عن كثب.
تنبيه: تبقى هذه التوقعات بعيدة المدى، ورغم قوتها ودعم الخرائط لها، إلا أنها تظل قابلة للتغيير مع تحرك الكتل الهوائية على مدار الأسابيع القادمة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)