هم الانتصار: كيف يشتري نظام العسكر “صورة” ليخفي سقوط البوليساريو؟

زعيم نظام العسكر عبد المجيد تبون وزعيم البوليساريو آراء زعيم نظام العسكر عبد المجيد تبون وزعيم البوليساريو

يسعى نظام العسكر الجزائري لتصدير أزماته الداخلية عبر دعم البوليساريو، مستغلاً أموال الشعب لتسويق "انتصارات وهمية". رغم فشل هذه الجهود وتهميش البوليساريو دولياً، يواصل النظام التمسك بها كشماعة للفشل وتجاهل التدهور الاقتصادي. بينما يتقدم المغرب، يغرق النظام الجزائري في أوهامه، على حساب الشعب.

كلما تضاعفت الأزمة في الداخل، وكلما ارتفع صوت المواطن الجزائري المقهور المطالب بالحد الأدنى من حقوقه الاجتماعية والعيش الكريم، يجد نظام العسكر في الجزائر ملاذه الوحيد: اللجوء إلى الأسطوانة القديمة ذاتها، أسطوانة “شراء الوهم” وتسويقه عبر “مشروع البوليساريو” المفلس. هذا المشروع، الذي استنزف ولا يزال يستنزف ثروات الشعب، تحول إلى أداة أساسية في يد النظام لإلهاء الرأي العام وتصدير الأزمات.

إن مشهد وصول زعيم هذه العصابة الانفصالية إلى فعاليات دولية، مثل القمة الإفريقية الأوروبية الأخيرة، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة مسرحيات إعلامية فاشلة، تُصمم بعناية فائقة. الهدف الأوحد من هذه “اللقطات” هو إيهام الداخل بوجود انتصارات دبلوماسية مزعومة، في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن الواقع الجزائري المرير، والذي يغرق في التراجع الاقتصادي والاجتماعي.

لقد ضخ النظام الجزائري، وبسخاء غير مبرر، ملايين الدولارات من أموال الشعب الجزائري الذي يعاني الويلات في ظل حكم الجنرالات، ولم يكن هذا الإنفاق الهائل إلا من أجل صناعة “صور” عابرة يمكن لـ “الإعلام الموجه” تضخيمها وتسويقها. لكن الحقيقة الساطعة التي تتجاهلها الأبواق الدعائية هي أن الكيانات الدولية الكبرى، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، قد تبرأت تمامًا من إشراك البوليساريو ككيان شرعي. إن وجودها في مثل هذه المحافل يبقى وجودًا هامشيًا، بلا وزن سياسي ولا تأثير قانوني، مجرد حضور صامت يفتقر إلى أي شرعية حقيقية.

وبينما يواصل “الذباب الإلكتروني” الجزائري تضخيم هذا الحدث العابر ومحاولة تسويق “نصر وهمي” لا وجود له إلا في خيالهم، تكشف الوقائع بوضوح أن البوليساريو تحولت اليوم إلى ورقة محترقة. لم تعد هذه الورقة سوى شماعة بالية لتبرير الفشل الذريع الذي يطبع السياسة الخارجية الجزائرية، وستارة رقيقة لإخفاء التدهور الاقتصادي والاجتماعي المتواصل الذي يغرق فيه المواطنون.

لقد انتهى زمن التلاعب بالعقول. العالم يتغير بسرعة، وتوازنات القوى تتشكل من جديد. فالمغرب يمضي بخطوات ثابتة وواثقة على الساحة الإفريقية والدولية، معززًا سيادته ووحدته الترابية باعترافات متزايدة ومشاريع تنموية ملموسة. في المقابل، يواصل النظام الجزائري الغرق في أوهام اختلقها بنفسه وصرف عليها ثروات الأمة.

إن الخاسر الوحيد من هذه المسرحيات المتكررة، والتي تتنافى مع العقل والمنطق، هو الشعب الجزائري نفسه. فبدلاً من أن تُستثمر أمواله الطائلة في دعم التنمية المحلية، وتحسين قطاعات الصحة والتعليم، وتوفير فرص العمل لشبابه، يتم نهبها لتمويل مشروع انفصالي ميؤوس منه، لا يخدم سوى أجندات نظام العسكر والذي يبحث عن “صورة انتصار” زائفة لإخفاء سقوط داخلي حتمي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً