وليد الركراكي يحذر من صعوبة الفوز بكأس أفريقيا 2025 بالمغرب، مؤكداً أن الفوز لا يعتمد فقط على الجمهور والملاعب والنجوم، بل على التفاصيل الصغيرة مثل التكتيك والتركيز. تصريحه أثار جدلاً بين من يرى فيه واقعية وتحضيراً نفسياً، ومن يرى فيه فقداناً للثقة. رغم الفوز على الكونغو، الأداء لم يقنع، وهناك تخوفات من عدم وجود حلول هجومية مفاجئة. المقال يدعو الركراكي إلى التمويه التكتيكي والتغيير، مؤكداً أن الأداء في الملعب هو الفيصل.
قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، خرج الناخب الوطني وليد الركراكي بتصريح أثار الكثير من الجدل والتأويلات بين الجماهير والمتابعين، حين قال عقب نهاية مبارة المغرب والكونغو الديمقراطية أمس 14 أكتوبر الجاري:
“الناس كتقول كأس إفريقيا ما خصهاش تخرج من المغرب، واخا عندنا الجمهور والملاعب واللاعبين، ولكن كرة القدم ما كتعترفش بهادشي.”
كلمات بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل بين سطورها رسائل كثيرة وتعبيراً دقيقاً عن وعي وليد الركراكي بصعوبة المهمة المقبلة رغم كل الامتيازات التي تحظى بها الأسود داخل الديار.
بين الواقعية والطموح
وليد الركراكي يبدو أنه اختار الواقعية على حساب الشعارات، إذ يدرك جيداً أن التتويج القاري لا يُصنع فقط بالجمهور ولا بالبنية التحتية ولا بالأسماء الكبيرة، بل بتفاصيل صغيرة جداً: التوازن التكتيكي، الحضور الذهني، وحسن تدبير لحظات المباراة.
وهي تفاصيل — كما أشار — غالباً ما تُحسم فيها البطولات الكبرى، لا سيما في إفريقيا حيث تتقاطع الخبرة بالعزيمة.
💬 جماهير منقسمة: بين الانتقاد والدفاع
تصريح وليد الركراكي فتح الباب أمام موجة من ردود الفعل المتباينة.
فمن جهة، هناك من رأى في كلامه نوعاً من التحصين النفسي قبل البطولة، ومن جهة أخرى، من اعتبره إشارة إلى فقدان الحماس والثقة.
أحد المعلقين كتب:
“كل الظروف متوفرة، ما عرفتش شنو خصك باش تبقى كتعذر، الناس كتخدم بإمكانيات بسيطة وكتعطي نتائج.”
بينما رأى آخر أن وليد الركراكي يحاول تهدئة الضغوط الجماهيرية:
“كيوجد فيكم دهنياً باش تتقبلوها، حنا عارفينو ناشف تكتيكياً، ولكن الأهم يكون الفريق فموعده يوم الحسم.”
هكذا، انقسم الرأي العام بين من يطالب بالتغيير الجذري، ومن يدعو إلى دعم المدرب في أصعب مرحلة تحضيرية قبل البطولة.
الأداء أمام الكونغو يعيد الأسئلة
رغم الفوز الأخير على الكونغو الديمقراطية و على البحرين في مواجهة ودية بهدف دون رد، إلا أن الأداء لم يُقنع كثيرين.
الركراكي واصل تسجيل الانتصارات الرقمية، لكنه ما زال يعاني من نقص الإبداع الهجومي وغياب الحلول المفاجئة.
ففي أكثر من مناسبة، بدا أن المنتخب يُكرر نفس السيناريوهات دون تنويع أو مباغتة، وهو ما يزيد من التخوفات مع اقتراب الموعد القاري.
دروس الماضي لا تُنسى
الجماهير تذكّرت تصريح مدرب جنوب إفريقيا بعد إقصاء المغرب من “كان” الماضي حين قال بصراحة:
“المغرب مكشوف.”
عبارة تختصر الكثير من الهواجس الحالية، وتجعل من التمويه التكتيكي والجرأة في التغيير مطلبين ملحين في المرحلة المقبلة.
الركراكي نفسه مطالب اليوم بأن يجعل الخصوم في حيرة، لا أن يكون أسلوبه محفوظاً كما حدث في النسخة السابقة.
بين الخطاب والفعل
المدرب الوطني يتقن فن التواصل والإقناع، ويعرف كيف يخاطب الجماهير بلغة قريبة من القلب، لكن في كرة القدم الخطاب الجميل لا يكفي إن لم تصاحبه خطة تُطمئن قبل أن تُقنع.
فالبلاغة في المؤتمرات الصحفية جميلة، لكن الأجمل أن تُترجم على أرضية الميدان إلى أداء جماعي منسجم يليق بمنتخب يمثل المغرب في عقر داره.
تصريح الركراكي ليس تبريراً مسبقاً، بل تحذير واقعي من الانجرار وراء وهم التفوق المسبق. فكأس إفريقيا تُكسب بالتفاصيل الصغيرة التي تُصنع يوم المباراة، لا بما يُقال قبلها.
وما بين نقد الجماهير وثقة المدرب، تبقى الحقيقة في الملعب، حيث لا صوت يعلو على الأداء والنتائج.
ندوة وليد الركراكي الصحافية
🖋️ تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)