يتذكر المقال منخفض نونبر 2014 القياسي الذي شهد أمطارًا غزيرة في المغرب، مقابل الجفاف الحالي. يثير المقال قلقًا بشأن التغير المناخي، مع دعوة لجهود مثل التشجير وترشيد المياه. يتوقع المقال أمطارًا طفيفة في شمال المغرب وجنوبه، ويحث على العمل لحماية البيئة واستعادة مواسم الأمطار.
بذاكرة مثقلة بالجفاف، يستحضر المغاربة منخفض نونبر 2014، الشهر الذي شهد أحد أقوى المنخفضات الجوية في تاريخ البلاد الحديث. تساقطات مطرية غير مسبوقة، تجاوزت الـ 200 ملم في بعض المحطات، غمرت مدناً وقرى من طنجة إلى كلميم، وأعادت الحياة للوديان والسدود، مبشرة بموسم فلاحي من ذهب… فأين نحن اليوم من قوة ذلك المنخفض الجوي، ونحن نعيش على النقيض تماماً في ظل انحباس مطري مقلق؟
الأمطار الغزيرة تهاطلت بشكل كثيف على مناطق سوس، الحوز، مراكش، أكادير، درعة، كلميم، طاطا، تزنيت، ووصلت إلى الرباط، الدار البيضاء، فاس، وتطوان، لتغمر الشوارع والوديان وتملأ السدود في ظرف أيام قليلة.

ذلك المنخفض الجوي جعل المغاربة يعيشون أجواء شتوية حقيقية، تزينت خلالها الجبال بالثلوج المبكرة، واستبشر الفلاحون بموسم فلاحي واعد أعاد الحياة إلى الأراضي بعد فترات من الجفاف.

☀️ بعد 11 سنة.. نونبر 2025 على النقيض تماماً.
أين هي تلك الأجواء الشتوية الحقيقية اليوم؟ بعد مرور أحد عشر عاماً على تلك الحالة الجوية القوية، يعيش المغرب وضعاً مناخياً مغايراً تماماً، إذ يسود جفاف مقلق وغياب شبه تام للتساقطات المطرية.
رغم بعض الزخات المحدودة في الأيام الأخيرة، تبقى الحصيلة ضعيفة مقارنة بمعدلات هذا الفصل، ما يعكس استمرار تأثيرات التغير المناخي على المنظومة البيئية للمملكة.
عدد من المواطنين عبّروا عن قلقهم من استمرار هذا الوضع، مشيرين إلى أن “الشتاء لم يعد كما كان”، بينما يرى خبراء الأرصاد أن فترات الجفاف أصبحت جزءاً من دورة مناخية غير مستقرة تتناوب فيها سنوات الرطوبة والخصب مع أخرى من الجفاف والانحباس المطري.
التغير المناخي حقيقة.. لكن الأمل باقٍ
رغم القلق العام، يؤكد المتخصصون أن الأمل في عودة المواسم الممطرة قائم، شريطة أن تتضافر الجهود لمواجهة آثار التغير المناخي عبر خطوات عملية مثل:
- دعم مشاريع التشجير وإعادة تأهيل الغابات.
- نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه.
- والمساهمة في حماية البيئة من التلوث والتدهور.
ماذا تقول التوقعات القادمة؟

تشير أغلب نماذج الطقس أن المغرب قد يشهد بعض التغيير في الحالة الجوية خلال الأيام القليلة القادمة، بخاصة يومي الخميس والجمعة القادمين (13 و14 نوفمبر الجاري)، حيث يرتقب وصول بعض الأمطار المتسطة بشمال المغرب والاحتمالية الجيدة، ربما تكون في مناطق سوس وفق نمودج “meteo compare” والذي يشير أن المنطقة ربما تعرف تساقطات مطرية باحتمالية لحدود اللحظة تتجاوز 70 في المائة، خاصة وأن المنطقة تقاوم المرتفع الجوي الإفريقي الذي قد يقلب الموازين إيجابا أو سلبا.

إن المقارنة بين فيضانات منخفض 2014 وجفاف 2025 ليست مجرد إحصاءات للطقس، بل هي جرس إنذار صارخ من التغير المناخي الذي بات واقعاً لا يمكن تجاهله.
وبينما يبقى الدعاء بالغيث النافع جزءاً أصيلاً من ثقافة المغاربة، فإن حماية مستقبل الأجيال القادمة تتطلب تحويل هذا الحنين إلى عمل ملموس ومستدام. إن عودة شتاء الخصب تبدأ اليوم، بالتشجيع الفعّال لمشاريع التشجير، وبنشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه، والمساهمة الفردية في حماية بيئتنا. فالذاكرة الجماعية لموسم 2014 يجب أن تكون حافزنا للتحرك الآن.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)