يواجه المنتخب المغربي تحديات قبل كأس أمم إفريقيا 2025 بسبب إصابات اللاعبين الأساسيين. المقال يسلط الضوء على أهمية تحديد التشكيلة الأساسية وإعداد بدائل قوية، خاصة في المراكز الحرجة. يشدد على ضرورة وحدة اللاعبين وثقة الركراكي بقدرته على تحويل هذه التحديات إلى قوة، مع الأخذ بعين الاعتبار الضغط الجماهيري الكبير للفوز باللقب على أرض الوطن.
مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025 (الكان)، يواجه المنتخب المغربي تحديًا حقيقيًا يتعلق بجاهزية لاعبيه الثوابت. الحقيقة أن عدد اللاعبين المميزين الذين يصنعون الفارق محدود، وأي غياب منهم بسبب الإصابة قد يؤثر بشكل مباشر على مستوى الفريق وانسجامه.
اليوم، تعرض نايف أكرد لإصابة عضلية، ورغم بعض الأخطاء التي وقع فيها في المباريات السابقة، يبقى بعيدًا جدًا كمستوى عن أي بديل محتمل وقبله أيضا أشرف حكيمي الذي تعرض هو الآخر لإصابة قوية. هذا الواقع يفرض على الجهاز الفني، بقيادة وليد الركراكي، أن يكون واضحاً ويحدد ثوابت الفريق دون لف أو دوران، مع ضرورة تحضير بدائل محتملة لكل مركز حساس، خاصة في المراكز التي لا يمتلك فيها المنتخب المغربي خيارات متعددة بنفس الكفاءة كمركز الظهير الأيسر أو في العمق الهجومي.
المهم هنا هو الخطاب الموحد للاعبين: يجب أن يشعر الجميع بأنهم على قدم المساواة، وأن أي قرار بشأن التشكيلة أو البدائل ليس انتقاصًا من أحد بل حرصًا على مصلحة المنتخب. هذا التوازن بين الثوابت الفنية والبدائل الجاهزة هو ما يميز الفرق الجاهزة للتحديات الكبيرة مثل الكان.
الركراكي عليه اليوم أكثر من أي وقت مضى أن ينجح في مهمتين: تثبيت لاعبيه الأساسيين بثقة، وإعداد بدائل قوية يمكن الاعتماد عليها في أي ظرف. هذه هي طبيعة العمل الفني، وهي ما قد يصنع الفارق في مباريات البطولة.
المنتخب المغربي مُقبل على منافسة كبيرة على أرضه، والجمهور الرياضي يعول كثيراً على هذه الفرصة للظفر بكأس أفريقيا بعدما غابت لسنوات طويلة عن خزانة المغرب، أي منذ 1976. وهو ما يضع على المدرب وليد الركراكي مسؤولية كبيرة تتضاعف بوجود الضغط الجماهيري الذي يتوقع اللقب على أرضه. ويجب التعامل مع هذا الملف بحذر والتخطيط لمواجهة أي مستجد جديد، ولعل إصابات اللاعبين أبرزها.
في نهاية المطاف، نجاح الركراكي في هذه المرحلة لن يُقاس فقط بأسماء اللاعبين الأساسيين، بل بقدرته على تحويل التحدي الحالي – المتمثل في محدودية الخيارات وإصابات الثوابت – إلى نقطة قوة عبر خلق فريق متكامل ومتجانس لا يتأثر بغياب أي نجم. هذا التحضير الذكي، الذي يجمع بين الثبات والمرونة، هو ما قد يصنع الفارق بين مشوار كروي ناجح وآخر مخيب للآمال.

التعاليق (0)