مع دخول منتصف سبتمبر، ما زالت أجواء شمال إفريقيا حارة وجافة، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للفصل الذي يُفترض أن تبدأ فيه الأمطار الخريفية بالهطول. يشعر الكثيرون بالفضول والتساؤل: لماذا تأخرت الأمطار هذا العام؟ وما الذي يسبب استمرار درجات الحرارة المرتفعة رغم حلول الخريف؟
في هذا المقال، سنكشف الأسباب العلمية وراء هذا الظرف الجوي الاستثنائي، ونوضح تأثير المرتفعات والمنخفضات الجوية على الطقس، بالإضافة إلى توقعات الخبراء حول موعد وصول أول نزول خريفي إلى المغرب والجزائر وتونس.

الحرارة ما زالت مسيطرة.. لماذا؟
السبب الرئيسي يعود إلى وضعية الغلاف الجوي فوق أوروبا ومنطقة البحر المتوسط:
- المرتفع الجوي القوي: يغطي شرق أوروبا وشمال إفريقيا، ما يمنع دخول أي نزولات باردة ورطبة.
- المنخفض الجوي العميق: متمركز فوق فرنسا وإسبانيا والمحيط الأطلسي، ما يجلب أمطاراً غزيرة إلى غرب أوروبا، لكنه يمنع وصولها إلى بلادنا.
لماذا هذا النمط مستمر؟
الظاهرة مرتبطة بما يُعرف بـ أمواج روسبي (Rossby waves)، وهي تيارات جوية تتحرك من آسيا والمحيط الهندي نحو المتوسط.
حالياً، هذه الأمواج أدت إلى نزولات مطرية نحو تركيا والبحر الأسود، لكنها لم تصل إلى شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس).
متى نتوقع الأمطار؟
الوضع الحالي من المتوقع أن يستمر حتى الأسبوع الثالث من سبتمبر، لكن مع نهاية الشهر وبداية أكتوبر، من المتوقع تراجع المرتفع الجوي قليلاً وفتح الطريق لأول نزول خريفي حقيقي نحو غرب ووسط المتوسط، ما يعني احتمالية هطول أمطار على مناطق شمال إفريقيا.
وقبيل ذلك، قد تشهد بعض المناطق حالة جوية منتصف الأسبوع المقبل نتيجة تمركز منخفض جوي عند شبه جزيرة إيبيريا (إسبانيا والبرتغال).
الخلاصة
- الحرارة الحالية سببها المرتفع الجوي المتمركز فوق شمال إفريقيا.
- الأمطار تأجلت لأن المنخفضات محصورة غرب أوروبا وتركيا.
- التغييرات الكبرى في الطقس متوقعة نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر، مع دخول الأمطار الخريفية.
التعاليق (0)