في خضمّ الحراك الاجتماعي الذي شهده المغرب مؤخراً، والذي عبّر فيه “جيل Z” عن مطالبه المشروعة بأسلوب سلمي وحضاري، ظهر صوتٌ من الخارج يحاول ركوب الموجة وتحويل المسار نحو الفوضى والتخريب. هذا الصوت جاء هذه المرة عبر تغريدة منسوبة للناشطة توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي مجّدت “الشعب المغربي الثائر” ودعت إلى ما يشبه الانفلات، مُستخدمةً صورة تُظهر أعمال عنف وتخريب (حرق سيارة)، مما أثار استياء وغضباً واسعاً في الأوساط المغربية.
إن هذا النوع من التصريحات ليس سوى وجهٍ آخر من وجوه الفوضى المدمرة التي اجتاحت عديداً من البلدان العربية تحت مسميات براقة. والغريب والمُستنكر أن تصدر هذه الكلمات عن شخصية نالت يوماً أرفع جائزة للسلام، فإذا بها اليوم تدعو بشكل غير مباشر إلى إشعال النيران في بلدٍ آمنٍ مستقر، بلدٌ عُرف دائماً بنموذجه في ضبط النفس وتغليب لغة الحوار.
الكاتب نجيب الأضادي يقود الرد: البناء لا الهدم
جاء الرد المغربي على هذه الدعوات سريعاً وحاسماً، حيث قاد الكاتب والمدون نجيب الأضادي حملة الرفض الوطنية، فقال في عبارة قوية ومُختصرة تلخص الموقف الوطني: “المغاربة يُبنون الأوطان لا يسقطونها“.
وأشار الأضادي إلى أن ما قالته المدعوة كرمان ليس سوى “وجهٍ آخر من وجوه الفوضى التي أحرقت عديد البلدان العربية”، مستغرباً من أن تدعو امرأة نالت جائزة السلام إلى إشعال النيران في بلدٍ آمن.
كما أكد الأضادي أن الشعب المغربي شعبٌ متحضر، يطالب بحقوقه المشروعة بروح سلمية راقية، لكنه في الوقت ذاته يعرف واجباته الوطنية، ومشدداً على أن حب الوطن لا يُقاس بالصراخ في الخارج، بل بالفعل داخل الوطن. وذكَّر بأن المغاربة يحبون ملكهم ويجدّدون تشبثهم بثوابت الأمة، لأنهم يعرفون أن من دون استقرارٍ وقيادةٍ راشدة لا قيام لدولة ولا استمرار لأمة يزيد تاريخها عن 12 قرنا.
دروس اليمن لا تُنسى
المفارقة المُرة التي تناولها التحليل كانت حول مصدر التحريض نفسه. وخاطب الأضادي توكل كرمان بالقول: “أما أنتِ يا توكل كرمان، فقد كنتِ من أوائل من زرعوا بذور الخراب في اليمن العزيز حتى صار كما ترين: بلدًا ممزقًا تحكمه الميليشيات ويعيش على رماد أحلامه. فبأي وجهٍ تتحدثين عن الثورة والكرامة وأنتِ من ساهم في ضياعها؟”.
هذا التذكير يُسلط الضوء على أن نهضة الأمم تكون بشبابها وعملها، لا بتحريضٍ يأتي من وراء الشاشات.
المغرب أكبر وأصلب
في الختام، يثبت المغرب مرة أخرى أنه بلد أكبر وأصلب من أن تنجح فيه مؤامرات التحريض الخارجي. فوعي شعبه، وحكمة قيادته، جعلت منه جداراً صلبًا أمام كل من راهن على تكرار سيناريوهات الفوضى في المنطقة.
سيظل المغرب وطناً يبني ولا يهدم، يُضيء ولا يحرق، وستبقى دعوات التحريض مُجرّد صدى خافت لا يجد له مكاناً في أرضٍ اختارت طريق السلم والإصلاح والاستقرار.
التعاليق (2)
المغرب.لن.يترك.فرصة.للتلاعب.بوطنه.بل.الكل.سيرسم.الطريق.الصحيح.لمساره.
ليس صوتا واحدا فقط، بل أصوات عديدة تسعى لإطفاء نور السلام والأمل في المغرب الشريف. غير أن المغاربة ليسوا من أولئك الذين يُوجهون أو يُستغفَلون. نعم، نريد الإصلاح، ونطمح إلى الازدهار، لكننا لن نقبل بالرجوع إلى الوراء. فاستقرار الوطن يظل أولويتنا، وهو خط أحمر لدى الشعب المغربي الواعي والمحب لوطنه.