الجزائر تراجع موقفها من البوليساريو تمهيدًا لاتفاق سلام تاريخي مع المغرب حول الصحراء المغربية

علمي المغرب والجزائر وسط الصحراء والبوليساريو في طريقها للزوال مختارات علمي المغرب والجزائر وسط الصحراء والبوليساريو في طريقها للزوال

مصادر أمريكية تتوقع اتفاق سلام تاريخي بين المغرب والجزائر خلال شهرين. الوساطة تركز على تخلي الجزائر عن دعم البوليساريو مقابل اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء. المغرب في موقع قوة دبلوماسية، والاتفاق سيعزز سيادته ويفتح آفاقًا اقتصادية. الجزائر تواجه ضغوطًا أمريكية وواقعًا إقليميًا جديدًا. الاتفاق سيحقق مكاسب للطرفين ويعزز الاستقرار في المنطقة، مع دور قيادي للمغرب.

تشير مصادر دبلوماسية أمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية، عبر وساطة شخصيات مثل جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، تعمل على تقريب وجهات نظر المغرب والجزائر تمهيدًا لإبرام اتفاق سلام تاريخي خلال الشهرين المقبلين.

وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة “سي بي اس نيوز” الأمريكية “نعمل حالياً على ملف الجزائر والمغرب، فريقنا يعمل على ذلك، وسيكون هناك اتفاق سلام، في رأيي، خلال الستين يوماً المقبلة”.

المحور الأساسي لهذه الوساطة هو تخفيف دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية، مع تكريس سيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في المنطقة.

المنظور المغربي: الصحراء المغربية جوهر أي اتفاق

المغرب يعتبر الصحراء المغربية قضية سيادة وطنية أولى، وأي اتفاق مع الجزائر يجب أن يراعي هذا المبدأ.

الرباط نجحت خلال السنوات الأخيرة في كسب دعم دولي واسع لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما يجعلها في موقع القوة في أي حوار ثنائي مع الجزائر.

أي تخلي جزائري عن دعم البوليساريو يُعد انتصارًا دبلوماسيًا للمغرب ويعزز مكانته الإقليمية والدولية.

الجزائر بين الضغط الأمريكي وواقع المنطقة

الجزائر تواجه تحديات اقتصادية وسياسية، إضافة إلى تراجع موقعها الاستراتيجي مقارنة بالمغرب الذي ينشط دبلوماسيًا في إفريقيا وأوروبا.

وتشير المصادر إلى أن واشنطن تعرض على الجزائر خارطة طريق اقتصادية واستثمارية مقابل قبولها بالأمر الواقع في الصحراء المغربية والانخراط في شراكة مغاربية جديدة بقيادة المغرب.

مكاسب محتملة واتفاق على أسس مغربية

أي اتفاق سلام قادم سيحقق عدة مكاسب:

  • للمغرب: تعزيز السيادة على الصحراء المغربية، فتح آفاق اقتصادية واستثمارية، واستقرار أمني في المنطقة.
  • للجزائر: إنهاء النزاع المكلف، مكاسب اقتصادية واستثمارية، وانخراط في تعاون إقليمي مع الرباط.
  • للمنطقة: فتح آفاق التكامل المغاربي، وتحسين الاستقرار في شمال إفريقيا.

الأبعاد الاستراتيجية

  1. استقرار شمال إفريقيا: إنهاء التوتر المغربي-الجزائري يعزز الأمن في الصحراء والمناطق الحدودية.
  2. دور المغرب القيادي: المملكة تصبح محور توازن بين أوروبا وإفريقيا.
  3. مكاسب اقتصادية: إعادة فتح الحدود، وتفعيل مشاريع مشتركة في الطاقة والنقل والتجارة.
  4. تحولات دبلوماسية: يقوّي موقف المغرب دوليًا في ملف الصحراء المغربية ويضع البوليساريو في موقف تفاوضي أضعف.

يشير هذا التطور إلى تحول جذري في موازين القوى لصالح المغرب الذي نجح في فرض واقعه السياسي والدبلوماسي في قضية الصحراء المغربية.
فالرباط لم تكتفِ بالحفاظ على مصالحها، بل أصبحت اليوم طرفًا يُستشار من قبل القوى الكبرى لتسوية النزاعات في المنطقة.
أي اتفاق مستقبلي بين المغرب والجزائر سيكون قائمًا على الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو شرط أساسي لاستقرار المغرب والمنطقة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً