المقال يتناول تحولات في قضية الصحراء المغربية، حيث يشير إلى أن الجزائر توافق سرًا على خطة ترامب للاعتراف بالسيادة المغربية، لكنها تتظاهر بالرفض علنًا. واشنطن تمارس ضغوطًا، بما في ذلك التلويح بإدراج البوليساريو في قوائم الإرهاب. الجيش الجزائري في ورطة، والبوليسايو تعاني من انقسامات وعزلة. الخلاصة: الجزائر محاصرة سياسيًا والقبول بالأمر الواقع مسألة وقت.
تتبدّل موازين الصحراء المغربية بهدوء خلف الكواليس…
فالجزائر التي كانت تتحدث بلغة الرفض بدأت تتحدث اليوم بلغة الحسابات.
بين ضغط أمريكي متزايد، وتآكل أوراق البوليساريو، يبدو أن النظام الجزائري يبحث عن مخرج آمن دون أن يخسر ما تبقى من صورته الدعائية. لكن الرياح الدولية تسير في اتجاه واحد: الاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على أقاليمها الجنوبية.
الجزائر توافق سرًّا وتتنكّر علنًا
وفق مصادر دبلوماسية مطّلعة، أبدى النظام الجزائري موافقة مبدئية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالصحراء المغربية، في محاولة لاحتواء الضغوط الأمريكية، لكنه اختار أن يُخفي هذا الموقف وراء واجهة جبهة البوليساريو، التي تتولى رسميًا مهمة الرفض والتصعيد الإعلامي.
هذا السلوك المزدوج يعكس أزمة داخل النظام نفسه، بين جناح يريد تجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن، وآخر لا يزال يراهن على خطاب الصراع القديم رغم تبدّل موازين القوى إقليميًا ودوليًا.
ضغط أمريكي وتهديد بالعقوبات
واشنطن، من جهتها، لم تعد تخفي استياءها من الموقف الجزائري المراوغ. فالتقارير المتداولة تشير إلى أن الإدارة الأمريكية لوّحت بإمكانية إدراج جبهة البوليساريو ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية، بسبب تورط عناصر منها في شبكات تهريب السلاح والمخدرات عبر منطقة الساحل.
هذه الرسائل الصريحة وضعت الجزائر تحت ضغط غير مسبوق، إذ أصبح استمرار دعمها للجبهة مكلفًا سياسيًا وأمنيًا، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة واحتقانًا اجتماعيًا متصاعدًا.
العسكر في ورطة داخلية
القرار الحقيقي، كما هو معروف، لا يصدر من قصر المرادية بل من ثكنات القيادة العليا للجيش. فالعسكر يرفض التنازل علنًا عن ورقة البوليساريو خوفًا من اهتزاز “الشرعية الثورية” التي بنوا عليها خطابهم، لكنه في المقابل يدرك أن المواجهة مع واشنطن لن تكون في صالح الجزائر، خاصة بعد تراجع مكانتها في ملفات الساحل والنيجر وليبيا.
مصادر متابعة للشأن الجزائري تؤكد أن الجنرالات يبحثون عن صيغة تحفظ ماء الوجه؛ أي القبول بالواقع الجديد دون الاعتراف به رسميًا، مع الإبقاء على خطاب الدعم الشكلي للجبهة.
البوليساريو… في عزلة وضغط مزدوج
أما جبهة البوليساريو، فقد أصبحت اليوم أداة فقدت فاعليتها. فداخليًا تعاني من انقسامات حادة وتآكل في مصداقيتها، وخارجيًا تواجه ضغطًا أمريكيًا وأمميًا متزايدًا نحو حل سياسي في إطار السيادة المغربية.
تسريبات من مخيمات تندوف تشير إلى خلافات بين قيادات الجبهة حول الاستمرار في التصعيد أو البحث عن تسوية تحفظ لهم مكانًا في المرحلة المقبلة، وهو ما يفسّر صمتها المتكرر أمام تحركات المغرب الدبلوماسية المتسارعة.
في ضوء هذه المعطيات، يتضح أن الجزائر أصبحت محاصَرة سياسيًا. فالمعادلة تغيرت جذريًا:
- المغرب يرسخ سيادته على الأرض ويحظى باعترافات دولية متزايدة.
- الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يلتزمان بخيار الحكم الذاتي كحلٍّ واقعي ونهائي.
- والبوليساريو تفقد تدريجيًا دعمها في القارة الإفريقية.
الأسئلة اليوم لم تعد حول من يملك الشرعية، بل حول متى وكيف ستعلن الجزائر قبولها بالأمر الواقع.
هل ستواصل لعبة الإنكار، أم ستختار الواقعية السياسية؟
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)