تسريبات أمريكية لمشروع قرار حول الصحراء المغربية تعزز الحكم الذاتي المغربي كحل. تدعم المسودة الأمريكية مبادرة المغرب، وتدعو البوليساريو للعودة للمفاوضات. تحث الجزائر وموريتانيا على الانخراط، وتُبرز دور دي ميستورا. تضعف التسريبات الرهان الجزائري على الفيتو الروسي. يعتبر المغرب أن التسريبات دليل على نجاح دبلوماسيته، وتؤكد دعم أمريكا لمغربية الصحراء.
كشفت تسريبات حديثة عن مسودة مشروع قرار أمريكي جديد حول الصحراء المغربية، تحمل في طياتها تحولاً مهماً داخل مجلس الأمن الدولي، يُعزز أكثر من أي وقت مضى الاعتراف الدولي بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.
🔹 دعم أمريكي واضح للمبادرة المغربية
المسودة التي تم تداولها في أروقة الأمم المتحدة، تؤكد صراحة أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو “الحل الأكثر ملاءمة” لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده.
كما تدعو النصوص المسربة جبهة البوليساريو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، في إطار المبادرة المغربية، وبدون شروط مسبقة، مع تشديدها على أن استمرار الجمود يضر بالاستقرار الإقليمي.
اللافت أن الولايات المتحدة، صاحبة المشروع، دعت في المسودة إلى استئناف المفاوضات قبل نهاية ولاية بعثة “المينورسو” في 31 يناير 2026، وهو ما يعكس رغبة واشنطن في تسريع وتيرة الحل السياسي بعيداً عن منطق المماطلة الذي تتبناه الأطراف الانفصالية.
🔹 الجزائر وموريتانيا مدعوتان للانخراط الجاد
المسودة لم تُغفل الأطراف الإقليمية، إذ حثّت الجزائر وموريتانيا على الانخراط البناء في المفاوضات، معتبرة أن أي حل دائم يجب أن يقوم على المشاركة الجادة لكل الفاعلين.
وهذه الإشارة – بحسب متابعين – تنسف الرواية الجزائرية التي تحاول التنصل من مسؤوليتها، وتؤكد أن الجزائر طرف مباشر في النزاع وليس مجرد “جار مراقب” كما تدّعي.
🔹 دي ميستورا في قلب المشهد الدبلوماسي
الوثيقة الأمريكية أشادت كذلك بجهود المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، وبمبادرته لإحياء “عملية الموائد المستديرة” بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، قبل نهاية عام 2025، ما يعني أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في مسار الملف.
🔹 رهان جزائري على “الفيتو الروسي” يتلاشى
في المقابل، تُعوّل الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية على دعم روسي محتمل لتعطيل القرار عبر استخدام حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن.
غير أن التوترات الأخيرة بين الجزائر وموسكو، خصوصًا بعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول “الحدود المصطنعة للجزائر”، تُضعف هذا الرهان، وتُبرز تراجع الثقة بين البلدين في مرحلة دقيقة من العلاقات الدولية.
ويرى مراقبون أن روسيا – رغم حرصها على التوازن في شمال إفريقيا – لن تغامر بمواجهة أمريكية جديدة داخل مجلس الأمن من أجل قضية خاسرة، خصوصًا بعد تنامي الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وتزايد الدعم الإفريقي والعربي لموقف الرباط.
🔹تحوّل نحو الاعتراف الكامل
من زاوية مغربية، هذه التسريبات تعكس بوضوح نجاح الدبلوماسية المغربية في ترسيخ موقعها داخل مراكز القرار الدولي، وتُظهر أن الوقت يشتغل لصالح المغرب، بينما تتآكل أطروحة الانفصال يوماً بعد يوم.
ويؤكد محللون أن الولايات المتحدة – من خلال هذا المشروع – تُعيد تثبيت قناعتها بمغربية الصحراء التي سبق وأعلنتها إدارة الرئيس ترامب سنة 2020، وتواصل دعمها في ظل توافق دولي متزايد حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)