إسبانيا تقود أوروبا لإنهاء “الساعة الإضافية”.. والمغرب أمام لحظة مراجعة محتملة

إسبانيا تقود أوروبا لإنهاء الساعة الإضافية مختارات إسبانيا تقود أوروبا لإنهاء الساعة الإضافية

إسبانيا تقود جهودًا أوروبية لإنهاء التوقيت الصيفي، معتبرةً إياه غير فعال. المقال يسلط الضوء على تأثيراته السلبية على الصحة، خاصةً اضطرابات النوم. المغرب يراقب، ويعتمد حاليًا التوقيت الصيفي الدائم، مما أثار جدلاً. مع توجه أوروبا نحو التخلي عن التوقيت الصيفي، قد يراجع المغرب سياسته الزمنية لتحسين الصحة وجودة الحياة.

في خطوة وُصفت بـ”التحول الزمني التاريخي”، تقود إسبانيا جهودًا داخل الاتحاد الأوروبي لإنهاء العمل بالتوقيت الصيفي (الساعة الإضافية)، بعدما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى التوقف عن تغيير الساعة مرتين سنويًا، معتبرًا أن هذا النظام لم يعد يحقق أهدافه الأصلية المتعلقة بتوفير الطاقة.

🔹 من توفير الطاقة إلى اضطراب النوم

كانت فكرة التوقيت الصيفي تهدف في بدايتها إلى توفير استهلاك الكهرباء عبر استغلال ضوء النهار، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن هذا التأثير أصبح محدودًا جدًا في ظل التحول إلى الطاقة الموفّرة والمصابيح الذكية.
ففي تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية سنة 2018، تم التأكيد على أن التوقيت الصيفي لم يعد يوفر سوى 0.1% من استهلاك الطاقة السنوي في أغلب دول الاتحاد، وهي نسبة ضئيلة لا تبرر التغييرات المتكررة في الساعة.

الساعة الإضافية.. اضطرابات بيولوجية وصحية

من أبرز الانتقادات الموجهة للساعة الإضافية هو تأثيرها المباشر على إيقاع الساعة البيولوجية للإنسان، مما يسبب اضطرابات في النوم وزيادة في مستويات التوتر.

دراسة نُشرت في مجلة Current Biology عام 2020 أشارت إلى أن الانتقال إلى التوقيت الصيفي يرتبط بارتفاع بنسبة 6 إلى 10% في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية خلال الأيام الأولى بعد تغيير الساعة.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن اضطراب النوم المزمن الناتج عن تغيير التوقيت يمكن أن يؤثر على التركيز والإنتاجية، خاصة لدى الأطفال والعمال في المهن الحساسة.

الموقف الشعبي والسياسي في أوروبا

في إسبانيا، أظهرت استطلاعات الرأي أن أغلبية المواطنين تفضل إلغاء التوقيت الصيفي نهائيًا، وهي نفس النتيجة التي عبّر عنها أكثر من 80% من المشاركين في استفتاء أوروبي عام 2018.

بموجب المقترح الإسباني الجديد، سيُفتح النقاش داخل المجلس الأوروبي حول ما إذا كان سيتم اعتماد التوقيت الشتوي أو الصيفي بشكل دائم، مع ترك حرية القرار لكل دولة عضو.

والمغرب.. بين التجربة والانعكاسات

في ظل هذا الحراك الأوروبي، يراقب المغرب التطورات عن كثب، خصوصًا وأنه يعتمد التوقيت الصيفي الدائم (+GMT1) منذ 2018، باستثناء شهر رمضان.

هذا القرار أثار منذ البداية جدلًا واسعًا بين المواطنين الذين يرون أن الساعة الإضافية تربك نمط الحياة اليومي وتؤثر على النوم وصحة الأطفال وفعالية الدراسة.

العديد من الخبراء المغاربة في الصحة والنفس يؤكدون أن التوقيت الصيفي الدائم قد يتعارض مع الإيقاع الطبيعي للجسم، حيث يفرض الاستيقاظ في الظلام خلال فترات الشتاء الطويلة، مما ينعكس على المزاج والطاقة الإنتاجية.

نحو مراجعة محتملة؟

مع توجه أوروبا نحو إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي، قد يجد المغرب نفسه أمام فرصة لمراجعة هذه السياسة الزمنية بما يحقق استقرارًا بيولوجيًا أفضل ويستجيب لمطالب المواطنين.

فالمسألة لم تعد مجرد “ساعة إضافية”، بل قضية صحة عامة وجودة حياة ترتبط مباشرة بالرفاه النفسي والإنتاجي للمجتمع.

المبادرة الإسبانية ليست مجرد نقاش محلي، بل بداية تحول أوروبي شامل نحو “زمن طبيعي” أكثر انسجامًا مع الإنسان. وإذا استجاب المغرب لهذه التحولات، فقد يكون من بين أوائل الدول العربية التي تضع “الصحة والراحة البيولوجية” في صدارة قراراتها الزمنية.


🖋️ تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر أوروبية وصحية مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً