الصحراء المغربية.. وثائق سويسرية تفضح تورط الجزائر في مؤامرات خطيرة بعد نصف قرن

سوسيرا تكشف عن مخطط استهدف الصحراء المغربية مختارات سوسيرا تكشف عن مخطط استهدف الصحراء المغربية

كشفت وثائق سويسرية رفعت عنها السرية عن تورط جزائري في "مؤامرات خطيرة" بالصحراء المغربية في السبعينيات. أظهرت الوثائق أن الجزائر استعملت البوليساريو كأداة لإضعاف المغرب، بالتنسيق مع ليبيا عبر موريتانيا. تُظهر الوثائق أن الجزائر لا تزال تتبع نفس السياسة، وتحاول عرقلة حل قضية الصحراء. المقال يرى أن الكشف يبرز استهدافًا ممنهجًا للمغرب يهدف لتغيير ميزان القوى في المنطقة.

في خطوة غير مسبوقة، رفعت السلطات السويسرية السرية عن مجموعة من المراسلات الدبلوماسية تعود إلى أواخر السبعينيات تخص الصحراء المغربية، لتعيد تسليط الضوء على واحدة من أكثر الفترات توتراً في تاريخ المنطقة المغاربية.

الوثائق، وعلى رأسها مراسلة صادرة بتاريخ 30 يناير 1978 من السفير السويسري بالرباط، تكشف بوضوح أن حرب الصحراء لم تكن نزاعاً عادياً حول تقرير المصير كما روّجت الجزائر آنذاك، بل كانت جزءاً من خطة استراتيجية جزائرية معقّدة لاستنزاف المغرب وإعادة رسم خريطة النفوذ بشمال إفريقيا.

الجزائر وراء الستار: مخطط استنزاف ممنهج

تظهر المراسلات الدبلوماسية أن النظام الجزائري استعمل جبهة البوليساريو كأداة استخباراتية داخل مشروع إقليمي أكبر يستهدف إضعاف المغرب وإرباك التوازن الاستراتيجي بالمنطقة.

ولم تُخفِ التقارير السويسرية أن الجزائر روّجت لصورة مضللة عن البوليساريو باعتبارها حركة تحرر مستقلة، بينما كانت في الواقع جزءاً من مخطط استخباراتي منسّق وممول مباشرة من الجزائر.

تنسيق جزائري – ليبي عبر الأراضي الموريتانية

الأكثر إثارة في هذه الوثائق هو ما أشار إليه بعض الدبلوماسيين من تنسيق بين الجزائر وليبيا في تلك المرحلة الحساسة، من خلال تمويل وتسليح جبهة البوليساريو و استغلال الأراضي الموريتانية كممر لوجيستي.

هذا التنسيق الميداني، بحسب الوثائق، لم يكن عملاً معزولاً، بل جزءاً من محور سياسي جديد سعى إلى تقويض نفوذ المغرب وموريتانيا في سياق الحرب الباردة وصراع المصالح الإقليمي.

تاريخ يعيد نفسه؟

هذه الوثائق، التي خرجت إلى العلن بعد أكثر من أربعة عقود من السرية الدبلوماسية، تفتح الباب مجدداً أمام إعادة قراءة الحرب في الصحراء المغربية من زاوية استراتيجية أوسع.

فما اعتُبر حينها نزاعاً إقليمياً محدوداً، يظهر اليوم على ضوء الأدلة التاريخية أنه كان نتيجة مؤامرة إقليمية محبوكة لتغيير ميزان القوى في المنطقة المغاربية.

بين الماضي والحاضر: الجزائر تعيد تكرار السيناريو نفسه

يأتي هذا الكشف السويسري في وقت حساس يشهد فيه مجلس الأمن الدولي نقاشات متجددة حول قضية الصحراء المغربية، حيث تحاول الجزائر، وفق مراقبين، إحياء نفس الخطاب القديم بوجه جديد، عبر استغلال واجهات دبلوماسية ومنظمات حقوقية لعرقلة مسار الحل السياسي القائم على مبادرة الحكم الذاتي.

ويرى محللون أن ما تكشفه الوثائق التاريخية يبرهن على أن سياسة الجزائر تجاه المغرب لم تتغير منذ السبعينيات، إذ لا تزال قائمة على منطق المواجهة غير المباشرة واستعمال الوكلاء والأدوات الإعلامية والسياسية لاستهداف استقرار المنطقة وعرقلة التكامل المغاربي.

رفع السرية عن هذه الوثائق السويسرية لا يضيف فقط حلقة جديدة في فهم أصول قضية الصحراء المغربية، بل يؤكد أن الاستهداف الممنهج للمغرب لم يكن وليد الصدفة، بل خطة قديمة ومتواصلة حاولت الجزائر من خلالها فرض واقع سياسي يخدم طموحاتها الإقليمية.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    قبل ان تستنزف قوة المغرب فقد استنزفت قوتها وضل المغرب صامدا شامخا رغم تحالفها مع المقبور الشيطان اللعين القذافي الذي نال جزاءه