خريطة جوية تثير القلق: القطب الشمالي يشتعل، وأوروبا تتجمد. ضعف الدوامة القطبية يتسبب في تبادل الأدوار المناخية. القطب الشمالي دافئ بشكل غير مسبوق، وأوروبا تعاني من البرد القارس. المغرب تحت هيمنة مرتفع جوي يعيق وصول الأمطار، مما ينذر بجفاف محتمل. الشتاء القادم متوقع أن يكون متقلباً، مع فترات جفاف طويلة وموجات برد قصيرة. يجب الاستعداد لإدارة الموارد المائية بحكمة أكبر.
أصبحت التقلبات الجوية العنيفة هي السمة الأبرز لعصرنا، لكن الخريطة الجوية الأخيرة فاقت التوقعات، كاشفة عن ظواهر غير مسبودة: دفء غير عادي في مناطق القطب الشمالي مقابل موجات برد قارسة تضرب أوروبا. هذا “الجنون” المناخي، كما يصفه البعض، يطرح سؤالاً مصيرياً: هل فقد الطقس العالمي بوصلته؟

التبادل الصادم للأدوار: “الحرارة المهاجرة”
تُظهر الخريطة بوضوح هذا التناقض الصارخ:
- القطب الشمالي في حالة “صيف مُبكر”: مناطق واسعة من شمال كندا وسيبيريا مغطاة باللون الأحمر الداكن، مسجلة درجات حرارة أعلى بكثير من معدلاتها (قد تتجاوز 18 درجة مئوية كما تشير بعض نقاط القياس)، وهو أمر مقلق للغاية.
- أوروبا تحت تأثير الصقيع: في المقابل، تظهر أوروبا وشمال آسيا باللون الأزرق، مما يشير إلى هبوط كتل هوائية باردة، في إشارة إلى بداية شتاء قاسٍ وغير منتظم.
هذا الانقلاب هو النتيجة المباشرة لـ ضعف الدوامة القطبية (Polar Vortex)، وهي الجدار الهوائي الذي يحافظ على الهواء البارد محبوساً حول القطب الشمالي. ارتفاع الحرارة في الشمال يتسبب في تذبذب هذا الجدار، دافعاً بالهواء القارس جنوباً نحو خطوط العرض الأدنى، لتضرب البرودة أماكن لم تعتد عليها.
الجفاف المُنتظِر: المغرب تحت هيمنة “المرتفع العنيد”
إذا نظرنا إلى جنوب الخريطة، وتحديداً فوق شمال إفريقيا والمحيط الأطلسي، نلاحظ هيمنة نظام ضغط مرتفع (أرقام الضغط عالية تصل إلى 1027 و 1023 مليبار).
- الحاجز الصامت: المرتفع الجوي يعمل كحاجز منيع، يمنع المنخفضات الجوية الماطرة القادمة من الأطلسي من الوصول إلى السواحل المغربية والدخول لقلب البلاد.
- تداعيات الجفاف: استمرار تمركز هذا المرتفع خلال هذه الفترة يعني أننا قد نشهد تأخراً كبيراً في الأمطار الموسمية، مما يفاقم من تحديات الجفاف التي تواجهها المملكة وتؤثر بشكل مباشر على الفلاحة والموارد المائية.
شتاء غير نمطي: كيف نستعد للمرحلة القادمة؟
البيانات المناخية تُؤكد أن الشتاء القادم لن يكون عادياً. نحن أمام شتاء يتسم بـ اللاتوقع والحدة:
| السيناريو المحتمل | التفسير |
|---|---|
| تقلبات حادة في الحرارة | فترات دافئة وجافة طويلة قد تتخللها موجات برد قصيرة لكنها شديدة، كلما تمكنت الكتل الباردة الهاربة من القطب من الوصول إلينا. |
| تذبذب الأمطار | قد يأتي الغيث متأخراً أو يكون محصوراً في فترات قصيرة، بسبب قوة المرتفع الجوي الذي يُبقي السماء صافية معظم الوقت. |
| تهديد استمرارية الجفاف | الحاجة المُلحة لإدارة الموارد المائية بحكمة أكبر، فالأنماط المناخية القديمة لم تعد هي الحاكمة. |
إن الخريطة الجوية ليست مجرد أرقام وألوان، بل هي رسالة تحذير تؤكد أن التغيرات المناخية أصبحت حقيقة معاشة، تدعونا جميعاً إلى إعادة النظر في خططنا والاستعداد لـ “شتاء مهرول” قد يكون مختلفاً تماماً عن كل ما عرفناه.
للمزيد من الإيضاح: شاهد هذا الفيديو
لفهم أعمق لكيفية تسبب ضعف الدوامة القطبية في إرسال موجات البرد إلى العروض الوسطى (أوروبا وأمريكا)، يمكنك مشاهدة هذا الشرح الموجز:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)