في خطوة تهدف إلى نزع فتيل أزمة تجارية متصاعدة، أعلنت كندا، اليوم الاثنين، استئناف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، وقررت إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية المثيرة للجدل التي كانت قد فرضتها على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.
ويأتي هذا التراجع الكندي بعد أيام قليلة من قيام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوقف المباحثات التجارية بشكل مفاجئ، رداً على هذه الضريبة، مهدداً بفرض تعريفات جمركية جديدة على أوتاوا خلال الأسبوع الحالي.
وكانت كندا قد فرضت ضريبة الخدمات الرقمية العام الماضي بنسبة 3% على الشركات الكبيرة مثل “ألفابت” و”أمازون” و”ميتا”، وهو إجراء أثار حفيظة واشنطن التي طالبت بإجراء محادثات لتسوية النزاع.
وفي بيان رسمي، قال وزير المالية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، إن الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد “اتفقا على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى صفقة بحلول 21 يوليوز 2025”. وأضاف أن “كندا ستلغي ضريبة الخدمات الرقمية تحسباً للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة يعود بالنفع المتبادل”.
ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض أو من الرئيس ترامب على هذا التطور، لكن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، كان قد صرح يوم الجمعة بأن واشنطن تأمل أن تقوم الحكومة الكندية بتعليق الضريبة “كبادرة حسن نية”.
ويأتي هذا التصعيد الأخير في سياق أوسع من التوترات التجارية، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، فرض ترامب رسوماً جمركية باهظة على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، مما أثر بشكل كبير على كندا التي تُعد من أكبر مصدري هذه المواد إلى الولايات المتحدة. وقد التقى الزعيمان على هامش قمة مجموعة السبع التي استضافتها كندا في وقت سابق من هذا الشهر، حيث حض قادة الدول الصناعية الرئيس الأمريكي على التراجع عن حربه التجارية.
وتترقب عشرات الدول الآن مهلة التاسع من يوليو، الذي من المقرر أن يبدأ فيه فرض رسوم جمركية إضافية اعتمدها ترامب، مما يضع ضغطاً كبيراً على المفاوضين للتوصل إلى اتفاقات قبل انقضاء هذه المهلة.
التعاليق (0)