بطاقة AMO: لا تشحن، لا تتكلم، فقط مَرِضْ في صمت!

بطاقة AMO آراء بطاقة AMO

يقدم المقال نقداً لاذعاً لنظام AMO الصحي في المغرب، حيث يُظهر النظام تفضيلًا للفقراء الذين يعيشون في صمت ولا يستخدمون هواتفهم. بمجرد شحن الهاتف، يفقد المستفيد حقه في العلاج، ما يمثل تناقضًا مع تصريحات الحكومة. المقال يسخر من هذا المنطق، ويقترح إضافة بند يمنع شحن الهاتف للحفاظ على حق العلاج.

  • بقلم: محمد واموسي

في مغربنا العزيز، لا شيء يضيع سدى.. فقد ابتكرت حكومتنا العزيزة نظامًا عبقريًا للتأمين الصحي الإجباري للفئات المعوزة، نظام يضمن لك العلاج ما دمت لا تشحن رصيد هاتفك بالمكالمات، بمعنى إذا كنت فقيرا و مستفيدا من نظام “AMO” الصحي، قد تتحول من مواطن في وضع هش إلى رجل أعمال بمجرد أن تسمع صوت الموزعة الهاتفية تقول لك : “لقد تمت تعبئة رصيدك من المكالمات الهاتفية بنجاح.”

في هذه اللحظة نفسها، تتبخر تغطيتك الصحية، و يتم حذفك من النظام الصحي كما يحذف تطبيق من الهاتف.

يا للعجب ! كأن الحكومة تقول لك: “إما أن تتكلم أو تتعالج، اختر واحدة يا مواطن”.

الفقراء الحقيقيون في نظر النظام الصحي هم الذين يعيشون على الصمت، بلا هاتف، بلا إنترنت، وبلا صوت يشكو.

أما من يجرؤ على إرسال “صباح الخير” في واتساب، فقد أثبت أنه في بحبوحة النعيم، ولا يستحق قطرة سيروم واحدة في المستشفى من أموال الدولة.

المنطق يا سادة بسيط كما يبدو.. إذا شحنت هاتفك، فأنت لست فقيرًا.. كيف يعقل أن تحتاج دعم الدولة؟.

المنطق الحكومي يقول: من استطاع إلى الرصيد سبيلاً، فلا علاج له بعد اليوم !.

المفارقة أن الحكومة ترسل وزرائها يتبجحون أمام الكاميرات أنها صاحبة الفضل في وضع نظام صحي إجباري للفئات المعوزة، لكنها في المقابل تضع هواتفهم تحت المراقبة بحثا عن رصيد شحن و لو ب10 دراهم لتلغي الاستفادة.

إنها ثورة في الذكاء الاصطناعي الاجتماعي على الطريقة المغربية، حيث تقاس الحاجة الإنسانية للعلاج بكمية الرصيد الهاتفي وليس بدرجة الألم الصحي.

ختامًا، نقترح إضافة بند جديد في بطاقة AMO التضامنية: “يرجى عدم شحن الهاتف أثناء المرض، حفاظًا على حقكم في الحياة”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً