أنا الخبر ـ مواقع

جريمة شنعاء شهدها الملاح بالرباط واهتز لها الرأي العام المحلي والوطني، ووصلت صداها إلى وسائل إعلام دولية، قاتل له سوابق عديدة أحس بخيانة عشيقته له مع خليجيين، فقرر احتجازها وهتك عرضها بقنينات زجاجية ورميها في الشارع العام، كما أمر حراسا ليليين بممارسة الجنس عليها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ورغم توسلاتها له، لم يشفع لها ذلك.

وأوقفت الشرطة الجاني دون مقاومة، رغم ما كان يبديه من عنف وعصيان في وجه أمن الرباط، أثناء ملاحقته بتهمة الاتجار بالمخدرات.

هي فتاة في الثلاثين من عمرها. تقطن بدروب المدينة العتيقة بالرباط، ذات مرة، عاكسها منحرف خطير بالمدينة العتيقة، بعدما أعجب بها وهي في بداية العشرينات من عمرها. كانت الفتاة تجامل المنحرف الذي يعد من أخطر المجرمين بحي الملاح، وله سوابق متعددة أبرزها الاتجار بمختلف أنواع المخدرات، قبل أن تجد نفسها مضطرة لتلبية نزواته، وبات يفرض أوامره عليها وكأنها زوجته ويتعقب خطواتها، كلما غادرت أسوار المدينة العتيقة.

فرض الجانح الملقب ب”ولد المراكشية” على حنان الارتباط به رغم فارق السن الكبير بينهما، واضطرت إلى ربط علاقة معه تحت الإكراه، إذ كان يستعرض عضلاته على أبناء دروب المدينة العتيقة بسبب تاريخه الإجرامي، وسبق لأمن الرباط أن طارده أكثر من مرة، وأطلق عليه في إحدى المناسبات النار قبل إيقافه. كان مجرما خطيرا يضرب له ألف حساب سواء من قبل مروجي المخدرات بالمدينة المنافسين لنشاطه المحظور، أو من قبل أبناء حي الملاح، إلى درجة أن اللصوص كانوا لا ينفذون جرائمهم بهذا الحي خوفا على حياتهم.

وبعد الاحتفال بعيد الفطر الفائت بيومين، ترصد “ولد المراكشية” لفريسته، مخططا لقتلها دون أن تعلم بذلك. وحينما علم أنها ببيتها داهمها وجرها من شعرها إلى بيته الضيق بالمدينة العتيقة دون أن يكتشف أمرها أفراد عائلتها. اختار الجاني التلذذ بتعذيبها بعدما أجبرها على نزع جميع ثيابها، واستعمل أداة لفك البراغي “طورنوفيس”، وشرع في ضربها على مختلف أطراف جسدها، كما استعمل سكينا في الاعتداء على عشيقته، ليقرر بعدها جلب قنينات زجاج فارغة، وشرع في اغتصابها من الدبر والقبل، وأجبر بعض معارفه على مشاركته الجريمة وتصوير لقطات إباحية تظهره وهو يقوم بإدخال القنينات، وبعدما فقدت وعيها رماها بالشارع العام.

وتوصلت الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الأولى بإخبارية حول وقوع جريمة قتل غير بعيد عن مقر الدائرة الأمنية الأولى “الجزاء”، ونجح الأمن في تصفيد “ولد المراكشية”، الذي استسلم لهم دون عناء، فيما نقلت الضحية وهي عارية ومضرجة في دمائها إلى قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، أملا في معالجتها وبقائها على قيد الحياة.

وبعد مرور ثلاثة أيام من وقوع الجريمة لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى، وأحيلت على مستودع الأموات من أجل إجراء تشريح طبي عليها، والذي أظهر وقائع تعذيب واغتصاب نتج عنه وفاة.

وكان الجاني “ولد المراكشية” يحب الفتاة حنان، ارتبط بها ارتباطا جنونيا رغم فارق السن، وكانت مضطرة إلى ربط العلاقة معه رغم أنها تعلم تاريخه الإجرامي وسوابقه خصوصا في مجال المخدرات، كما كانت تخاف على حياتها حسب رواية العائلة لمصالح الأمن، فلبت طلبات القاتل المجنون. بعد فوات رمضان بيومين خطط الجاني لجريمته الشنعاء في الترصد للفتاة، ولم تكن تعتقد أنه سينفذ في حقها حصص تعذيب مؤلمة ستنتهي بوفاتها، وبعدها ارتكب الجريمة تحت طائلة التعذيب.

وتحولت حياة القاتل إلى جحيم في الشهور القليلة الماضية، بعدما علم بأن الفتاة العشرينية باتت تخونه مع أشخاص أجانب، ووصل إلى علمه أنها تحضر لسهرات بأحياء راقية بالعاصمة الإدارية للمملكة، وأثناء استفسارها ذات مرة حول الموضوع، نعتته ب”الشاذ”، ما زاد من حقده عليها، والتخطيط لتصفيتها بعد تعذيبها. حينما أنهى الجاني حصص تعذيبه ورماها في الشارع العام، أمر حراسا ليليين بممارسة الجنس عليها وهي في مراحل حياتها الأخيرة، فاستنكر أحدهم الواقعة، وبعدها حضرت الضابطة القضائية إلى مسرح الحادث دون أن يبدي “ولد المراكشية” مقاومة في وجوههم، رغم أنه كان من القلائل الذين يسقطون في قبضة قوات الأمن بسهولة.

واعترف الجاني أمام ضباط الشرطة القضائية طيلة ثلاثة أيام من التحقيق التمهيدي، باقترافه للجريمة الشنعاء، وسرد تفاصيل عن علاقته بها، التي تحولت إلى حياة جحيم، حينما علم بخيانة العشيقة له، فخطط لتصفيتها دون أن يستجيب لتوسلاتها، كما رفض معاونوه إنقاذ ما تبقى من حياتها خوفا من بطش الجاني.

وأظهر البحث أن الجاني له سوابق عديدة في القضايا الجنحية والجنائية، وكان يفرض ما يشبه حظر تجول بدروب حي الملاح بالمدينة العتيقة بالرباط، وقضى عقوبات حبسية متفاوتة المدد بسجون مختلفة. وتعد تجارة المخدرات بجميع أنواعها ضمن الجرائم التي اقترفها الموقوف، قبل أن يرتكب جريمة أكثر خطورة وهو في عقده الخامس، ليجد نفسه عائدا إلى السجن بعقوبة أشد، لا تخرج عن حكم الإعدام.

وأحال الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف القاتل الملقب ب”ولد المراكشية” على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، رغم الاعترافات التلقائية بالتهمة المنسوبة إليه، وقرر المسؤول القضائي إيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني المحلي بالعرجات، للتحقيق معه في جرائم القتل العمد تحت طائلة التعذيب والاغتصاب.

المقالات الأكثر قراءة

اترك تعليقاً