سلوفينيا تصوت لصالح المغرب في قضية الصحراء، مما أثار غضب الجزائر ومحاولات فاشلة للضغط. يعكس هذا التصويت عزلة دبلوماسية متزايدة للجزائر، التي تتمسك بخطاب قديم بشأن "تقرير المصير" بينما يدعم العالم الحكم الذاتي المغربي. يرى المحللون أن الجزائر اختارت العزلة وتعتمد على تحالفات ظرفية غير فعالة. القرار السلوفيني يعكس تحولاً أوروبياً نحو الحلول الواقعية، في مقابل دبلوماسية مغربية ناجحة.
في مشهد دبلوماسي جديد يعكس التحولات الجارية داخل المنتظم الدولي، وجّهت سلوفينيا صفعة غير متوقعة للنظام الجزائري بعد تصويتها لصالح القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، وهو القرار الذي أيّد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ سياسي واقعي ومتوافق عليه.
غضب جزائري… ومحاولات فاشلة للضغط
لم يتأخر الردّ الجزائري، إذ سارعت وسائل إعلام تابعة للنظام العسكري إلى شنّ حملة شرسة ضد سلوفينيا، واتهامها بـ“الانحياز” للمغرب، في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية أن الجزائر حاولت قبل التصويت ممارسة ضغوط اقتصادية على ليوبليانا عبر عروض تتعلق بالغاز والطاقة، دون أن تنجح في تغيير موقفها.
هذا السلوك، بحسب مصادر موقع “أنا الخبر”، يعكس عجز الدبلوماسية الجزائرية عن التكيّف مع ديناميات السياسة الدولية الجديدة، حيث لم تعد لغة التهديد أو الابتزاز الطاقي قادرة على التأثير في مواقف الدول الأوروبية التي باتت تبحث عن الاستقرار والشراكات القائمة على المصالح المتبادلة.
الجزائر في عزلة دبلوماسية متزايدة
التصويت السلوفيني لم يكن مجرد حدث عابر، بل شكل مؤشراً على اتساع الفجوة بين الجزائر والمجتمع الدولي في فهم مسألة الصحراء المغربية. فبينما يدعم العالم – أكثر من أي وقت مضى – حلاً واقعياً وعملياً في إطار الأمم المتحدة، لا تزال الجزائر متمسكة بخطاب متجاوز قائم على “استفتاء تقرير المصير” الذي لم يعد مطروحاً ضمن أجندة الأمم المتحدة منذ سنوات.
ويرى محللون أن سياسة الجزائر الخارجية باتت رهينة لمنطق الصدام والعزلة، في مقابل توسع دائرة الدول الداعمة للموقف المغربي، التي أصبحت ترى في مبادرة الحكم الذاتي مشروعاً جاداً ينسجم مع القانون الدولي ومع تطلعات الساكنة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
الواقعية تنتصر على الأوهام
قرار سلوفينيا لم يكن موجها ضد الجزائر، بل يعبر عن تحول عميق في المقاربة الأوروبية لملف الصحراء، حيث باتت دول القارة أكثر ميلاً للحلول الواقعية بعيدا عن الاصطفافات الإيديولوجية. هذا التحول يعكس فهماً متزايداً بأن الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا لا يمكن تحقيقهما إلا عبر دعم مقاربات بنّاءة مثل التي يقترحها المغرب.
وفي المقابل، يبدو أن الجزائر اختارت العزلة الطوعية، مستمرة في خطابها التقليدي الذي فقد تأثيره داخل المنتظم الدولي، لتجد نفسها اليوم على هامش التطورات، بعدما كانت تراهن على تحالفات ظرفية لم تصمد أمام منطق السياسة الواقعية.
وما بين دبلوماسية مغربية هادئة تراكم النجاحات، ودبلوماسية جزائرية مرتبكة تزرع الخلافات، يبرز قرار سلوفينيا كإشارة جديدة على أن العالم يتغير، وأن من لا يواكب التحولات محكوم عليه بالتراجع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)